التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ
٢١
-الطور

تفسير فرات الكوفي

{ والذين آمَنوا واتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَتُهُمْ بإيمانٍ الْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ }
قال: حدثنا أبو القاسم العلوي الحسني [قال: حدثنا فرات. أ، ب] معنعناً [عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام]:
عن ابن عباس رضي الله عنه [عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال]:
"إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتكون أول من تكسى ويستقبلها من الفردوس اثنى عشر ألف حوراء لم يستقبلن أحداً قبلها ولا أحداً بعدها على نجائب من ياقوت أجنحتها وأزمتها اللؤلؤ، عليها رحائل من در، على كل رحالة منها نمرقة من سندس، وركابها زبرجد، فيجزن [ر: فيجوزون. أ: فتجوز] بها الصراط حتى ينتهين [ر: ينتهون] بها إلى الفردوس فيتباشر بها أهل الجنان، وفي بطنان الفردوس قصور بيض وقصور صفر من اللؤلؤ [ر: لؤلؤة] من غرز [أ: عرق] واحد، إن في القصور البيض لسبعين ألف دار منازل محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن في القصور الصفر لسبعين ألف دار مساكن إبراهيم وآله عليهم الصلاة والسلام، فتجلس على كرسي من نور ويجلسن [ب، ر: يجلسون] حولها ويبعث إليها ملك لم يبعث إلى أحدٍ قبلها ولا يبعث إلى أحدٍ بعدها فيقول: إن ربك يقرؤك السلام ويقول: سليني [ب: سلي] أعطك، فتقول: قد أتم علي نعمته وهناني [ب: وهيأ لى] كرامته أبا حني جنته أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي وحفظهم من بعدي، فيوحي الله إلى الملك من غير أن يزول من مكانه أن سرها وبشرها أني قد شفعتها في ولدها ومن ودهم بعدها وحفظهم فيها، فتقول: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأقر بعيني" .
قال جعفر: كان أبي يقول: كان ابن عباس رضي الله عنه إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه اللآية: { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم [وما ألتناهم }. ب] [الآية. أ، ب].
فرات قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي معنعناً:
عن جعفر بن محمد [عليهما السلام. ب] عن أبيه قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من لدن العرش: غضوا أبصاركم حتّى تمر فاطمة بنت محمد [صلى الله عليه وآله وسلم. أ] وتستقبلها عشرة آلاف حوراء لم يستقبلن أحداً قبلها ولا يستقبلن أحداً بعدها ومعهن عشرة آلاف ملك ومعهم حراب النور على نجائب [من. أ (خ ل)] ياقوت، أجنحتها وأزمتها لؤلؤ رطب، عليها رحائل من در، على كل رحل منهم (منها) نمرقة من سندس، ركابها، ركابها زبرجد، فيجزن بها [على. ب] الصراط حتى ينتهين بها إلى الفردوس، ويتباشرها أهل الجنة، وفي بطنان الفردوس قصران: قصر أبيض وقصر أصفر من لؤلؤ من عرق [خ: غرزٍ] واحد وإن في القصر الأبيض سبعين ألف دار منازل محمد [ وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ب] وإن في القصر الأصفر لسبعين [ب: سبعين] ألف دار منازل إبراهيم وآل إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام فتجلس على كرسي من نور ويقعدون حولها ويبعث إليها ملكاً [ب: ملك] لم يبعث إلى أحد قبلها ولا يبعث إلى أحدٍ بعدها فيقول: إن ربك يقرء عليك السلام ويقول: سليني أعطك، فتقول: قد أنالنى نعمته وهناني كرامته وأباحني جنته وفضلني على نساء خلقه أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي وحفظهم بعدي فيوحي الله إلى الملك من غير أن يتحرك من مكانه أني قد أعطيتها ما سألت في ولدها وذريتها ومن ودهم بعدها وحفظهم فيها فتقول: الحمد لله الذي أقر عيني [أ: بعيني] وأذهب عني الحزن.
قال جعفر: كان أبي يقول: كان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الآية: { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } الآية.
قال: حدثنا سليمان بن محمد بن أبي العطوس معنعناً:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت [أمير المؤمنين. ر] علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:
"دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم على فاطمة عليها السلام وهي حزينة فقال لها: ما حزنك يا بنية؟ قالت: يا أبه ذكرت المحشر ووقوف الناس عراة يوم القيامة. قال: يا بنية إنه ليوم عظيم ولكن قد أخبرني جبرئيل [عليه السلام ر] عن الله عز وجل [أنه. أ، ر] قال: أول من تنشق [ر: ينشق] عنه الأرض يوم القيامة أنا ثم [أ: و] أبي إبراهيم ثم بعلك علي بن أبي طالب [عليه السلام. ب، ر] ثم يبعث الله إليك جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حلل من نور فيقف عند رأسك فيناديك: يا فاطمة ابنة محمّد قومي إلى محشرك [فتقومين. ر، خ] آمنة روعتك مستورة عورتك فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها ويأتيك روفائيل ببنجيببة من نور زمامها من لؤلؤٍ رطب عليها محفة من ذهب فتركبينها ويقود روفائيل بزمامها وبين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح فإذا جدبك السير استقبلتك [ب: استقبلك] سبعون ألف حوراء يستبشرون بالنظر إليك بيد كل واحدة منهن مجمرة من نور يسطع [أ: تسطع] منها ريح العود من غير نارٍ، وعليهن أكاليل الجوهر مرصع بالزبرجد الأخضر فيسرن عن يمينك، فإذا مثل الذي سرت من قبرك إلى أن لقيتك استقبلتك مريم بنت عمران في مثل من معك من الحور فتسلم عليك وتسير هي ومن معها عن يسارك، ثم استقبلتك أمك خديجة بنت خويلد أول المؤمنات بالله ورسوله [ب: برسوله] ومعها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير فإذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في سبعين ألف حوراء ومعها آسية بنت مزاحم فتسير هي ومن معها معك فإذا توسطت الجمع وذلك أن الله يجمع الخلائق في صعيد واحد فيستوي بهم الأقدام.
ثم ينادي منادٍ من تحت العرش يسمع الخلائق: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الصديقة ابنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن معها. فلا ينظر إليك يومئذ إلا إبراهيم خليل الرحمان [صلوات الله وسلامه عليه. أ، ر] وعلي بن أبي طالب عليه السلام، ويطلب آدم حوّاء فيراها مع أمك خديجة أمامك ثم ينصب لك منبر من نور [ر، أ: النور] فيه سبع مراق [ر: مرقاة] بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة بأيديهم ألوية النور، وتصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره، وأقرب النساء منك [ر: معك] عن يسارك حواء وآسية بنت مزاحم، فإذا صرت في أعلا المنبر أتاك جبرئيل عليه السلام فيقول [ب: فقال] لك: يا فاطمة سلي حاجتك، فتقولين: يا رب أرني الحسن والحسين فياتيانك وأوداج الحسين تشخب دماً وهو يقول: يا رب خذلي اليوم حقي ممن ظلمني، فيغضب عند ذلك الجليل ويغضب [ب: تغضب] لغضبه جهنم والملائكة أجمعون فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ثمّ يخرج فوج من النار فيلتقط [ر: ويلتقط] قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء أبناءهم [و. ب، ر] يقولون: يا رب إنا لم نحضر الحسين [عليه السلام. أ، ب] فيقول الله لزبانية جهنم: خذوهم بسيماهم بزرقة الأعين وسواد الوجوه، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الأسفل من النار فإنهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذي حاربوا الحسين فقتلوه، فيسمع شهيقهم في جهنم.
ثم يقول جبرئيل عليه السلام: يا فاطمة سلي حاجتك؟ فتقولين: يا رب شيعتي، فيقول الله: قد غفرت لهم، فتقولين: يا رب شيعة ولدي، فيقول الله: قد غفرت لهم، فتقولين: يا رب شيعة شيعتي، فيقول الله: انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة، فعند ذلك يود الخلائق أنهم كانوا فاطميين، فتسيرين ومعك شيعتك وشيعة ولدك وشيعة أمير المؤمنين آمنة روعاتهم مستورة عوراتهم قد ذهبت عنهم الشدائد وسهلت لهم الموارد، يخاف الناس وهم لا يخافون ويظمأ الناس وهم لا يظمأون فإذا بلغت باب الجنة تلقتك اثنى عشر ألف حوراء لم يتلقين [ر: يلتقين] أحداً [كان. ب] قبلك ولا يتلقين [ر: يلتقين] أحداً [كان. ر، ب] بعدك، بأيديهم حراب من نور على نجائب من نور رحائلها [أ: حمائلها] من الذهب الأصفر والياقوت، أزمتها من لؤلؤ رطب، على كل نجيبة نمرقة من سندس منضود فإذا دخلت الجنة تباشر بك أهلها ووضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور، فيأكلون منها والناس في الحساب وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون، فإذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه من النبيين، وإن في بطنان الفردوس للؤلؤتان من عرق واحد، لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء فيها قصور ودور في كل واحدة سبعون ألف دار، البيضاء منازل لنا ولشيعتنا والصفراء منازل لابراهيم وآل إبراهيم.
قالت: يا أبة فما كنت أحب أن أرى يومك وأبقى بعدك. قال: [ب: فقال] يا بنيه لقد أخبرني جبرئيل عليه السلام عن الله انك أول من يلحقني من أهل بيتي فالويل كله لمن ظلمك والفوز العظيم لمن نصرك"
.
قال عطاء: وكان ابن عباس رضي الله عنه إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الآية: { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرىءٍ بما كسب رهين }.