التفاسير

< >
عرض

وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً
٧
فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ
٨
وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ
٩
وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ
١٠
أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ
١١
فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ
١٢
ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ
١٣
وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ
١٤
-الواقعة

تفسير فرات الكوفي

قال: حدثنا أبو القاسم العلوي [قال: حدثنا فرات] معنعناً: عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى [جل ذكره. ر]: { والسابقون السابقون أولئك المقربون } إلى آخر القصة قال: سابق هذه الأمة [أمير المؤمنين. ر] علي بن أبي طالب عليه السلام.
فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعناً:
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: { والسابقون السابقون } قال: علي بن أبي طالب عليه السلام من السابقين
فرات قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعناً:
"عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو يقول: لما أن مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم المرضة التي قبضه الله فيها دخلت فجلست بين يديه ودخلت عليه فاطمة [الزهراء. ر] عليها السلام فلما رأت ما به خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على خديها فلما أن رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما يبكيك يا بنية؟ قالت: وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف فمن لنا بعدك يا رسول الله؟ قال لها: لكم الله فتوكلي عليه واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء وأمهاتك من أزواجهم يا فاطمة أوما علمت أن الله تبارك وتعالى اختار أباك فجعله نبياً وبعثه رسولاً ثم علياً فزوجك إياه وجعله وصياً فهو أعظم الناس حقاً على المسلمين بعد أبيك وأقدمهم سلماً وأعزهم خطراً وأجملهم خلقاً وأشدهم في الله وفيّ غضباً وأشجعهم قلباً وأثبتهم وأربطهم جأشاً وأسخاهم كفاً.
ففرحت بذلك فاطمة [ر: الزهراء] عليها السلام فرحاً شديداً فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل سررتك يا بنية؟ قالت: نعم يا رسول الله لقد سررتني وأحزنتني. قال: كذلك أمور الدنيا يشوب سرورها بحزنها قال: أفلا أزيدك في زوجك من مزيد الخير كله؟ قالت: بلى يا رسول الله. قال:
إن علياً أول من آمن بالله وهو ابن عم رسول الله وأخو الرسول ووصي رسول الله و زوج بنت رسول الله وإبناه سبطا رسول الله وعمه سيد الشهداء عم رسول الله وأخوه جعفر الطيار في الجنة ابن عم رسول الله والمهدي الذي يصلي عيسى خلفه منك ومنه فهذه خصال لم يعطها أحد قبله ولا أحد يعده يا بنية هل سررتك؟ قالت: نعم يا رسول الله. قال: أولا أزيدك [في زوجك. ب] مزيد الخير كله؟ قالت: بلى. قال: إن الله تبارك وتعالى خلق الخلق قسمين فجعلني وزوجك في أخيرهما قسماً و ذلك قوله عز وجل: { وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } ثم جعل الأثنين ثلاثاً فجعلني وزوجك في أخيرهما ثلثاً وذلك قوله: { والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم }"
.
فرات قال: حدثني علي بن محمد الزهري معنعناً: عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا جابر إن الله خلق الناس على ثلاثة أصناف وهو قوله: { وكنتم أزواجاً ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون } فالسابقون هم رسل الله وخاصته من خلقه جعل الله فيهم خمسة أرواح وأيدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء، وأيدهم بروح الإيمان فأيدهم الله به، وأيدهم بروح القوة فبه قووا على طاعة الله، وأيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وكرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي يذهب الناس فيه ويجيئون، وجعل في المؤمنين أربعة أرواح - وهم أصحاب الميمنة -: روح الإيمان وروح القوة وروح الشهوة وروح المدرج.
فرات قال: حدثني الحسين بن سعيد [قال: حدثنا عباد عن محمد بن فرات. ش]
عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول الله [تعالى. ر]: { ثلة من الأولين وقليل من الآخرين } قال: ثلة من الأولين: ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون و حبيب النجار صاحب يس { وقليل من الآخرين } [أمير المؤمنين. ر] علي بن أبي طالب عليه السلام.