التفاسير

< >
عرض

مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٧
-الحشر

تفسير فرات الكوفي

{ ما أفاءَ اللّهُ عَلى رَسولِهِ مِنْ أهْلِ القُرى فَلِلّهِ وَلِلرَّسولِ وَلِذي القُرْبى وَ اليَتامى والمَساكين وَابْنِ السَبيلِ 7 }
قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال: حدثني محمد - يعني ابن مروان - عن محمد بن علي عن علي بن عبد الله عن أبي حمزة الثمالي:
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى } وما كان للرسول فهو لنا ولشيعتنا حللناه لهم وطيبناه لهم، يا أبا حمزة والله لا يضرب على شيء من السهام في شرق الأرض ولا غربها مال إلا كان حراماً سحتاً على من نال منه شيئاً ما خلانا وشيعتنا إنا طيبناه لكم و جعلناه لكم، والله يا أبا حمزة لقد غصبنا وشيعتنا حقنا مالا من الله علينا، ما ملاؤنا بسعادة وما تاركتكم بعقوبة في الدنيا.
قال: حدثنا زيد بن محمد بن جعفر العلوي قال: حدثنا محمد بن مروان
"عن عبيد بن يحيى قال: سأل محمد بن الحسين رجل حضرنا فقلت!: جعلت فداك كان من أمر فدك دون المؤمنين على وجهه تفسيرها لها؟ قال: نعم لما نزل بها جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شد رسول الله سلاحه وأسرج دابته و شد علي عليه السلام سلاحه وأسرج دابته ثم توجها في جوف الليل وعلي لا يعلم حيث يريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتّى انتهيا إلى فدك فقال له رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ب]: يا علي تحملني أو أحملك؟ قال علي: أحملك يا رسول الله، فقال رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ب]: يا علي بل أنا أحملك لأني أطول بك ولا تطول بي. فحمل رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ب] علياً على كتفه ثم قام به فلم يزل يطول به حتى علا علي على سور حصن فصعد علي على الحصن ومعه سيف رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ب] فأذن على الحصن وكبر فابتدروا أهل الحصن إلى باب الحصن هراباً حتى فتحوه وخرجوا منه فاستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجمعهم ونزل علي إليهم فقتل علي ثمانية عشر من عظمائهم وكبرائهم وأعطى الباقون بأيديهم وساق رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ب] ذراريهم ومن بقي منهم وغنائمهم يحملونها على رقابهم إلى المدينة فلم يوجف فيها غير رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. أ. فهي لرسول الله. خ] ولذريته خاصة دون المؤمنين" .
{ وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فانْتَهوا 7 }
قال: حدثنا أحمد بن القاسم معنعناً:
عن أبي خالد الواسطي قال: قال أبو هاشم الرماني - وهو قاسم بن كثير!- لزيد بن علي: يا أبا الحسين بأبي أنت وأمي هل كان علي [صلوات الله عليه. أ] مفترض الطاعة [بعد رسول الله (ص)]؟ قال: فضرب رأسه ورق لذكر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم [قال. ر]: ثم رفع رأسه فقال: يا أبا هاشم كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبياً مرسلاً فلم يكن أحدٌ من الخلائق بمنزلته في شيءٍ من الأشياء إلا أنه كان من الله للنبي قال: { ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } وقال:
{ { من يطع الرسول فقد أطاع الله } [80/ النساء] وكان في علي أشياء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان علي [صلوات الله عليه. أ] من بعده إمام المسلمين في حلالهم وحرامهم وفي السنة عن [أ: من] نبي الله وفي كتاب الله فما جاء به علي من الحلال والحرام أو من سنة أو من كتاب فرد الراد على علي وزعم أنه ليس من الله ولا رسوله كان الراد على علي كافراً فلم يزل كذلك حتى قبضه الله على ذلك شهيداً، ثم كان الحسن والحسين فوالله ما ادعيا منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا كان القول من رسول الله فيها ما قال في علي [غير. أ، ب] أنه قال: سيدي شباب أهل الجنة فهما كما سمى رسول الله كانا إمامي المسلمين أيهما أخذت منه حلالك وحرامك وبيعتك فلم يزالا كذلك حتى قبضا شهيدين، ثم كنا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بعدهما ولدهما ولد الحسن والحسين فوالله ما ادعى أحد منا منزلتهما من رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. أ] ولا كان القول من رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ب] فينا ما قال في [أمير المؤمنين. ر] علي [بن ابي طالب. ر] والحسن والحسين [عليهم السلام. ر] غير أنا ذرية رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ب] يحق مودتنا وموالاتنا ونصرتنا على كل مسلم، غير أنا أئمتكم في حلالكم وحرامكم يحق علينا أن نجتهد لكم ويحق عليكم أن لا تدعوا أمرنا [من. ب] دوننا فوالله ما ادعاها أحدٌ منا لا [من. أ] ولد الحسن ولا من ولد الحسين أن فينا إمام مفترض الطاعة علينا وعلى جميع المسلمين، فوالله ما ادعاها أبي علي بن الحسين في طول ما صحبته حتى قبضه الله إليه وما ادعاها محمد بن علي فيما صحبته من الدنيا حتى قبضه الله إليه فما ادعاها ابن أخي من بعده لا والله ولكنكم قوم تكذبون.
فالإمام يا ابا هاشم منا المفترض الطاعة علينا وعلى جميع المسلمين: الخارج بسيفه، الداعي إلى كتاب الله وسنة نبيه، الظاهر على ذلك، الجارية أحكامه، فأما أن يكون إمام مفترض الطاعة علينا وعلى جميع المسلمين متكى فرشه [ب: فراشه] مرجئ على حجته مغلق عنه أبوابه يجري عليه أحكام الظلمة فإنا لا نعرف هذا يا أبا هاشم.
قال: حدثنا زيد بن حمزة معنعناً:
عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
"أيها الناس علي مثل حد السيف والصابر من صبره الله يعني يدخل الجنة لمحبة علي، معاشر الناس إعلموا أن علي بن أبي طالب فيكم مثل النجم الزاهر في السماء إذا طلع أضاء ما حوله، معاشر الناس إعلموا أني إنما قلت هذا لأتقدم عليكم ليوم الوعيد، معاشر الناس [إنه. ر] إذا كان يوم القيامة حشر الناس في صعيد واحد وحشر علي بن أبي طالب [عليه السلام. أ، ر] وسط الفوج وأنا في أوله وولد علي بن أبي طالب في آخر الفوج، معاشر الناس فهل رأيتم عبداً يسبق مولاه، معاشر الناس إعلموا أن ولاية علي فرض عليكم أحفظه الله عليكم وهو قول جبرئيل عليه السلام هبط به إليّ من رب العالمين معاشر الناس إعلموا أنه قول الله [تعالى في كتابه.ر] { ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }" .
قال ابن عباس! [رضي الله عنه. ر] والله لا أشركت في حب علي معه غيره. ثم قال [قال. ب] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إعلموا أنّ هذه الجنة والنار فمن [ب: فعلى] اليمين علي [عليه السلام. أ، ر] وعلى الشمال الشيطان [ر: شيطان] إن اتبعتموه أضلكم وإن أطعمتموه أدخلكم النار، وعلي بن أبي طالب [عليه السلام. أ، ر] إن اتبعتموه هداكم وإن أطعمتموه أدخلكم الجنة. فوثب إليه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال: يا رسول الله فكيف قلت ذا؟ قال: لأنه يامر بالتقى ويعمل بها والشيطان يأمر بالمنكر ويعمل بالفحشاء" .