التفاسير

< >
عرض

سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ
١
لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ
٢
-المعارج

تفسير فرات الكوفي

قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي [قال: حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال: حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد المهتدى! قال: حدثنا محمد بن معشر المدني! عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. ش]. "عن أبي هريرة قال: طرحت الأقتاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم قال: فعلا عليها فحمد الله [تعالى. ر] وأثنى عليه ثم أخذ بعضد علي بن أبي طالب عليه السلام فاستلها فرفعها ثم قال: اللهم من كنت مولاه فعلي [ر: فهذا علي. ش: فهذا] مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال: يا رسول الله دعوتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله فشهدنا، وأنك رسول الله فصدقنا، وأمرتنا بالصلاة فصلينا وبالصيام فصمنا و بالجهاد فجاهدنا وبالزكاة فأدينا، قال: ولم يقنعك [خ ل: تنفعك. ش: تقنعك] إلا [خ: إلى] أن أخذت بيد هذا الغلام على رؤوس الأشهاد فقلت: اللهم من كنت مولاه فهذا علي [أ: فعلي] مولاه، [اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. أ، ب] فهذا عن الله أم عنك؟! قال: هذا عن الله لا عني. [ثم. أ، ب] قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟! قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عني، ثم قال ثالثة: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن ربك لا عنك؟ قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن ربي لا عني. قال: فقام الأعرابي مسرعاً إلى بعيره وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم. قال: فما استتم الأعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نار من السماء فأحرقته وأنزل الله في عقب ذلك: { سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج }"
.
قال [فرات. ب] حدثني جعفر بن محمد بن بشرويه القطان معنعناً:
عن الأوزاعي عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس قالا جميعاً: سمعنا [عن. ر، خ]
"ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال: يا أحمد أمرتنا بالصلاة والزكاة أفمنك [كان. ر، ب] هذا أم من ربك يا محمد؟ قال: الفريضة من ربي وأداء الرسالة مني حتى أقول: ما أديت إليكم إلا ما أمرني ربي. [قال. خ]: فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب زعمت أنه منك كهارون من موسى، وشيعته على نوق غر محجلة يرفلون في عرصة القيامة حتى يأتي الكوثر فيشرب ويسقى [صح!. ر] هذه الأمة ويكون زمرة في عرصة القيامة، أبهذا الحب سبق من السماء أم كان منك يا محمد؟ قال: بلى سبق من السماء ثم كان مني لقد خلقنا الله نوراً تحت العرش فقال عمرو بن الحارث: الآن علمت أنك ساحر كذاب يا محمد، الستما من ولد آدم؟ قال: بلى ولكن خلقنا [ر: خلقني] الله نوراً تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم باثني عشر ألف سنة فلما أن خلق الله آدم ألقى النور في صلب آدم فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب حتى تفرقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب وأبي طالب فخلقنا ربي من ذلك النور لكنه [ب: لكن] لا نبي بعدي.
قال: فوثب عمرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلاً من الكفار وهم ينفضون أرديتهم فيقولون!: اللهم إن كان محمد صادقاً في مقالته فارم عمراً وأصحابه بشواظٍ من نار. قال: فرمي عمرو وأصحابه بصاعقة من السماء فأنزل الله هذه الآية: { سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج }"
فالسائل عمرو وأصحابه.
[فرات. ب] قال: حدثني محمد بن أحمد بن ظبيان معنعناً:
عن الحسين بن محمد الخارفي قال: سألت سفيان بن عيينة عن { سأل سائل } فيمن نزلت؟ قال: يا ابن أخي سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحد [ر، أ: خلق] قبلك، لقد سألت جعفر بن محمد عليهما السلام عن مثل الذي سألتني عنه فقال: أخبرني أبي عن جدي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
"لما كان يوم غدير خم قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً فأوجز في خطبته ثم دعا علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بضبعه ثم رفع [ب: أخذ] بيده حتى رئي بياض إبطيهما [ب: ابطيه] وقال: ألم أبلغكم الرسالة؟ ألم أنصح لكم؟ قالوا: اللهم نعم: فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه: اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. ففشت في الناس فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فرحل راحلته ثم استوى عليها ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ ذاك بمكة حتى انتهى إلى الأبطح فأناخ ناقته ثم علقها ثم جاء إلى النبي [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ب] فسلم فرد عليه النبي [صلى الله عليه وآله وسلم. ب] فقال: يا محمد إنك دعوتنا أن نقول { لا إله إلا الله } فقلنا ثم دعوتنا أن نقول إنك رسول الله فقلنا وفي القلب ما فيه ثم قلت صلّوا فصلينا ثم قلت صوموا فصمنا فأظمأنا نهارنا وأتعبنا أبداننا ثم قلت حجوا فحججنا ثم قلت إذا رزق أحدكم مأتي درهم فليتصدق بخمسة [في. خ] كل سنة ففعلنا ثم أنك أقمت ابن عمك فجعلته علماً وقلت من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله أفعنك أم عن الله؟! قال: بل عن الله - قال فقالها ثلاثاً - قال: فنهض وإنه لمغضب وإنه ليقول: اللهم إن كان ما قال محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا وإن كان ما قال محمد كذباً فأنزل به نقمتك. ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوى عليها فلما خرج من الأبطح رماه الله [تعالى. ر] بحجر من السماء فسقط على رأسه وخرج من دبره و سقط ميتاً فأنزل [أ، ب: وأنزل] الله فيه { سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج }" .
[فرات. ب] قال: حدثنا أبو أحمد بن يحيى بن عبيد بن القاسم القزويني معنعناً:
"عن سعد بن أبي وقاص قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الفجر يوم الجمعة ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن وأثنى على الله [تبارك و. أ، ب] تعالى فقال: أخرج يوم القيامة وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لواء الحمد وهو يومئذٍ من شقتين شقة من السندس وشقة من الاستبرق فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة فقال: قد أرسلوني إليك لأسألك؟ فقال: قل يا أخا البادية. قال: ما تقول في علي بن أبي طالب فقد كثر الاختلاف فيه. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضاحكاً فقال: يا أعرابي ولِمَ كثر [أ، ب: يكثر] الاختلاف فيه؟! علي مني كرأسي من بدني وزري من قميصي. فوثب الأعرابي مغضباً ثم قال: يا محمد إني أشد من علي بطشاً فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: مهلاً يا أعرابي فقد أعطي علي يوم القيامة خصالاً شتّى: حسن يوسف وزهد يحيى وصبر أيوب وطول آدم وقوة جبرئيل [عليهم الصلاة والسلام. أ، ر] وبيده لواء الحمد وكل الخلائق تحت اللواء يحف به الأئمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والأذان وهم الذين لا يتبددون في قبورهم. فوثب الأعرابي مغضباً وقال: اللهم إن يكن ما قال محمد فيه حقاً فأنزل علي حجراً. فأنزل الله عليه [ر: فيه]: { سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج }" .