التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً
١٤
وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً
١٥
وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً
١٦
-الجن

تفسير فرات الكوفي

قال: حدثنا أبو القاسم العلوي [قال: حدثنا فرات] معنعناً:
عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله:
{ { إنّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } [30/ فصلت و13/ الأحقاف] فقال: هو والله ما أنتم عليه { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً } يعني من [أ: ما] جرى فيه شيء من شرك الشيطان يعني { على الطريقة } على الولاية في الأصل عند الأظلة حين أخذ الله الميثاق من ذرية آدم { لأسقيناهم ماءً غدقاً } قال: كنا وضعنا أظلتهم في الماء الفرات العذب.
قال: حدثنا الحسن بن علي بن رحيم معنعناً:
عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: افتقدت أمير المؤمنين عليه السلام لم أره بالمدينة أياماً فغلبني الشوق [لأراه. أ (خ ل) فجئت [ب: شوق محبته] فأتيت أم سلمة المخزومية فوقفت بالباب فخرجت وهي تقول: من بالباب؟ فقلت: أنا جابر بن عبد الله. فقالت: يا جابر ما حاجتك؟ قلت: إني فقدت [ب: افتقدت] سيدي أمير المؤمنين [عليه السلام و. ب] لم أره بالمدينة مذ [أ: منذ] أيام فغلبني الشوق إليه أتيتك لأسألك ما فعل أمير المؤمنين. فقالت: يا جابر أمير المؤمنين في السفر. فقلت: في أي سفر؟ فقالت: يا جابر علي في برجات منذ ثلاث! فقلت: في أي برجات؟ فأجافت الباب [ب: بالباب] دوني فقالت: يا جابر ظننتك أعلم مما أنت [فيه. أ، ب] صر إلى مسجد النبي [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ب] فإنك سترى علياً [صلوات الله عليه. أ] فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نورٍ وسحاب من نور ولا أرى علياً [صلوات الله عليه. أ] فقلت: يا عجبا غرتني أم سلمة فتلبثت [ب: فلبثت] قليلاً إذ تطامن السحاب وانشقت ونزل منها أمير المؤمنين وفي كفه سيف يقطر دماً، فقام إليه الساجد فضمه إليه وقبل بين عينيه وقال: الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي نصرك على أعدائك وفتح على يديك، لك إليَّ حاجة؟ قال: حاجتي إليك تقرء ملائكة السماوات مني السلام وتبشرهم بالنصر. ثم ركب السحاب فطار فقمت إليه وقلت: يا أمير المؤمنين إني لم أرك بالمدينة أياماً فغلبني الشوق إليك فأتيت أم سلمة المخزومية لأسألها عنك فوقفت بالباب فخرجت وهي تقول: من بالباب؟ فقلت: أنا جابر [بن عبد الله الأنصاري. أ، ب] فقالت: ما حاجتك يا أخا الأنصار؟ فقلت: إني فقدت أمير المؤمنين ولم أره بالمدينة فأتيتك لأسألك ما فعل أمير المؤمنين؟ فقال: يا جابر اذهب إلى المسجد فإنك ستراه فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من نورٍ ولا أراك فلبثت قليلاً إذ تطامن السحاب وانشقت ونزلت وفي يدك سيف يقطر دماً فأين كنت يا أمير المؤمنين؟ قال: يا جابر كنت في برجات منذ ثلاث. فقلت: وايش! صنعت في برجات؟ فقال لي: يا جابر ما أغفلك أما علمت أن ولايتي عرضت على أهل السماوات و من فيها وأهل الأرضين [ب: الأرض] ومن فيها فأبت طائفة من الجن ولايتي فبعثني حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذا السيف فلما وردت الجنّ افترقت الجن ثلاث فرق: فرقة طارت بالهواء فاحتجبت مني، وفرقة آمنت بي وهي الفرقة التي نزلت فيها الآية من { قل أوحي } وفرقة جحدتني [ظ] حقي فجادلتها بهذا السيف سيف حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى قتلتها عن آخرها. فقلت: الحمد لله يا أمير المؤمنين فمن كان الساجد؟ فقال لي: يا جابر كان [أ: إن] الساجد أكرم الملائكة على الله صاحب الحجب وكله الله [تعالى. ر] بي إذا كان أيام الجمعة [ويوم الجمعة!. أ، ب] يأتيني بأخبار السماوات والسلام من الملائكة ويأخذ السلام من ملائكة السماوات إلي.
قال: حدثنا أبو القاسم العلوي [قال: حدثنا فرات] معنعناً:
عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام في قول الله [عز ذكره. أ، ب]: { فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً } الذين أقروا بولايتنا فأولئك تحروا رشداً { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً لنفتنهم فيه } قتل الحسين [عليه. السلام. أ] { ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذاباً صعداً وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً } وإن الأئمة من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلا تتخذ وآمن غيرهم إماماً { وإنه لما قام عبد الله يدعوه } يعني محمداً صلى الله عليه وآله وسلم يدعوهم إلى ولاية علي كادت قريش { [كادوا. ر] يكونون عليه لبداً } [أي. ر] يتعاون [ق، خ: يتعادون] عليه { قل: إنما أدعو ربي } أي أمر ربي { [ولا أشرك به أحداً قل إني. ر] لا أملك لكم ضراً ولا رشداً } [أي. ر] إن أراد الله أن يضلكم عن ولايته ضراً ولا رشداً { قل: إني لن يجيرني من الله أحدٌ } إن [كتمت ما] أمرت به { ولن أجد من دونه ملتحداً } يعني: ولا { إلا بلاغاً من الله } أبلغكم ما أهدى [ق: أمرني] الله به من ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام { ومن يعص الله ورسوله } في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام [ر: ولايته] { فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً } قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"يا علي أنت قسيم النار تقول هذا لي وهذا لك، قالوا: فمتى يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار؟ فأنزل الله تعالى: { حتى إذا رأوا ما يوعدون } يعني الموت والقيامة { فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقل عدداً } قالوا: فمتى يكون هذا؟ قال الله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: { قل: إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمداً } قال: أجلاً { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول }" قال: يعني علي المرتضى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو منه قال الله: { فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً } قال: في قلبه العلم و من خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقاً ويعلمه الله إلهاماً، قال: فالإلهام [من الله. أ، ب] والرصد التعليم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلغ الله: أن قد بلّغ رسالات ربي { وأحاط } [علي. ق] بما لدى الرسول من العلم { وأحصى كل شيءٍ عدداً } ما كان وما يكون منذ خلق الله آدم [عليه الصلاة والسلام. ر] إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقى، فكم من إمام جائر أو عادل أو من يموت موتاً أو يقتل قتلاً، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره.
[فرات. ب] قال: حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعناً:
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءاً غدقاً } قال: لو استقاموا على ولاية [أمير المؤمنين. أ] علي بن أبي طالب عليه السلام ما ضلوا أبداً.
[فرات. ب، ش] قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري [قال: حدثني محمد بن أحمد المدائني قال: حدثني هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان عن علي بن غراب عن الكلبي عن أبي صالح. ش]:
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: { ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذاباً صعداً } قال: { ذكر ربه } ولاية علي بن أبي طالب عليه [وعلى أولاده. ش. الصلاة و. أ] السلام [والتحية والاكرام. أ].