التفاسير

< >
عرض

لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
١٦
-القيامة

تفسير فرات الكوفي

{ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتعْجَلَ بِهِ 16 } [وقوله تعالى]: { فَلا صَدَّقَ وَلا صَلّى* وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلّى* ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمطّى* أوْلَى لك فأوْلى 31-34 }
قال: حدثنا أبو القاسم العلوي [قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عتبة! الجعفي قال: حدثنا العلاء (خ ل: العلى) بن الحسن قال: حدثنا حفص بن حفص الثغري! قال: حدثنا عبد الرزاق عن سورة الأحول. ش:]
عن عمار بن ياسر قال: كنت عند أبي ذر الغفاري رضي الله عنه في مجلس ابن [ش: لابن] عباس رضي الله عنه وعليه فسطاط وهو يحدث الناس إذ قام أبو ذر حتى ضرب بيده إلى عمود الفسطاط ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فقد أنبأته باسمي أنا جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري سألتكم بحق الله وحق رسوله أسمعتم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول:
"ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر" ؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: أفتعلمون أيها الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمعنا يوم غدير خم ألف وثلاثماءة رجل وجمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل كل ذلك يقول:
" اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه [وقال. ر]:اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله" . فقام رجل [ش: عمر] فقال [ر: وقال]: بخ بخٍ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. فلما سمع ذلك معاوية بن أبي سفيان إتكأ على المغيرة بن شعبة وقام وهو يقول: لا نقر لعلي بولاية ولا نصدق محمداً في مقالة. فأنزل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: { فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى } تهدداً من الله تعالى وانتهاراً. فقالوا: اللهم نعم.
فرات قال: حدثني إسحاق بن محمد بن القاسم بن صالح بن خالد الهاشمي [قال: حدثنا أبو بكر الرازي محمد بن يوسف بن يعقوب بن [إسحاق بن] إبراهيم بن نبهان بن عاصم بن زيد بن ظريف مولى علي بن أبي طالب قال: حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني قال: حدثنا سلمة بن الفضل عن أبي مريم عن يونس بن حسان عن عطية. ش]:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كنت والله جالساً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد نزل بنا غدير خم وقد غص المجلس بالمهاجرين والأنصار فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قدميه فقال [ر: وقال]
"أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال: { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } فقلت لصاحبي جبرئيل عليه السلام: يا خليلي إن قريشاً قالوا لي كذا وكذا، فأتى الخبر من ربي فقال: { والله يعصمك من الناس } ثم نادى علي بن أبي طالب عليه السلام فأقامه عن يمينه ثم قال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى [بكم. ن] منكم بأنفسكم [أ، ر: وأنفسكم]؟ قالوا: اللهم بلى. قال: من كنت مولاه فعلي [ر: فهذا علي] مولاه.
فقال رجل من عرض المسجد: يا رسول الله ما تأويل هذا؟ [ب: قال] من كنت نبيه فعلي [ر: فهذا علي] أميره اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره و اخذل من خذله"
.
فقال حذيفة: فوالله لقد رأيت معاوية حتى! قام يتمطى وخرج مغضباً واضعاً يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة ثم قام يمشي متمطياً وهو يقول: لا نصدق محمداً على [ب: في] مقالته ولا نقر لعلي بولايته. فأنزل الله [تعالى. أ، ر] على أثر كلامه: { فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى } فهمّ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرده فيقتله فقال جبرئيل { لا تحرك به لسانك لتعجل به }. فسكت النبي [عنه. ش].