التفاسير

< >
عرض

فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
٨
-الانشقاق

تفسير فرات الكوفي

قال: حدثنا أبو القاسم الحسيني معنعناً:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه
"أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج من الغار فأتى منزل خديجة كئيباً حزيناً فقالت خديجة: يا رسول الله ما الذي أرى بك من الكآبة والحزن ما لم أره فيك منذ صحبتني؟ قال: يحزنني غيبوبة [أ: غيبة] علي، قالت: يا رسول الله تفرقت المسلمون في الآفاق وإنما بقي ثمان رجال كان معك الليلة سبعة [نفر. أ] فتحزن لغيبوية رجل!؟ فغضب النبي [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ب] وقال: يا خديجة إن الله أعطاني في علي ثلاثة لدنياي وثلاثة لآخرتي فأما الثلاثة التي لدنياي فما أخاف عليه أن يموت ولا يقتل حتى يعطيني الله موعده إياي، ولكن أخاف عليه واحدة.
قالت: يا رسول الله إن أنت أخبرتني ما الثلاثة لدنياك وما الثلاثة لآخرتك وما الواحدة التي تتخوف عليه لأحتوين على بعيري ولأطلبنه حيثما كان إلا أن يحول بيني وبينه الموت.
قال: يا خديجة إن الله أعطاني في علي لدنياي أنه يواري عورتي عند موتي وأعطاني في علي لدنياي أنه يقتل بين يدي أربعة وثلاثين مبارزاً قبل أن يموت أو يقتل، وأعطاني في علي لآخرتي انه متكا يوم الشفاعة وأعطاني في علي لآخرتي أنه صاحب مفاتيحي يوم أفتح أبواب الجنة وأعطاني في علي لآخرتي أني أعطى يوم القيامة أربعة ألوية فلواء الحمد بيدي وأدفع لواء التهليل لعلي وأوجهه في أول فوج وهم الذين يحاسبون حساباً يسيراً ويدخلون الجنة بغير حساب عليهم، وأدفع لواء التكبير إلى حمزة وأوجهه في الفوج الثاني، وأدفع لواء التسبيح إلى جعفر وأوجهه في الفوج الثالث، ثم اقيم على أمتي حتى أشفع لهم، ثم أكون أنا القائد وإبراهيم السائق حتى أدخل أمتي الجنة، ولكن أخاف عليه اضرار جهلة قريش.
فاحتوت على بعيرها وقد اختلط الظلام فخرجت فطلبته فإذا هي بشخص فسلمت ليرد السلام لتعلم علي هو أم لا فقال: وعليك السلام أخديجة؟ قالت: نعم: فأناخت ثم قالت: بأبي [أنت وأمي اركب قال: أنت أحق بالركوب مني اذهبي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبشري حتى آتيكم فأناخت على الباب ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستلقٍ على قفاه يمسح فيما بين نحره إلى سرته بيمينه وهو يقول: اللهم فرج همي و برد كبدي بخليلي علي بن أبي طالب عليه السلام حتى قالها ثلاثاً: قالت له خديجة: قد استجاب الله دعوتك فاستقل قائماً رافعاً يديه يقول: شكراً للمجيب - حتى قالها أحد عشرة مرة -"
.