التفاسير

< >
عرض

يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ
٢٧
ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
٢٨
فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي
٢٩
وَٱدْخُلِي جَنَّتِي
٣٠
-الفجر

تفسير فرات الكوفي

قال: حدثنا أبو القاسم العلوي [قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي] معنعناً:
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك يستكره المؤمن على خروج نفسه؟ قال: فقال: لا والله، قال: قلت: وكيف ذاك؟ قال: إنّ المؤمن إذا حضرته الوفاة حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وجميع الأئمة عليهم الصلاة والسلام [والتحية والاكرام. أ] ولكن إلتوا [ب: كنو. ر: اكنوا] عن اسم فاطمة ويحضره جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلام قال: فيقول أمير المؤمنين: يا رسول الله إنّه كان ممن يحبنا ويتولانا فأحبه. قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبرئيل إنّه كان ممن يحبّ علياً وذريته فأحبه، قال: فيقول جبرئيل عليه السلام لميكائيل واسرافيل مثل ذلك قال: ثم يقولون جميعاً لملك الموت: إنّه كان يحب محمداً وآله ويتولى علياً وذريته فارفق به. قال: فيقول ملك الموت: والذي اختاركم وكرّمكم واصطفى محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة وخصّه بالرسالة لأنا أرفق به من والدٍ رفيق واشفق من أخٍ شفيق.
ثم مال إليه ملك الموت فيقول له: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت رهان أمانك؟ فيقول: نعم. فيقول: فبماذا؟ فيقول: بحبي محمداً وآله وبولايتي علياً وذريته. فيقول: أما ما كنت تحذر فقد آمنك الله منه وأما ما كنت ترجو فقد أتاك الله به، افتح عينيك فانظر إلى ما عندك. قال: فيفتح عينيه فينظر إليهم واحداً واحداً ويفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها فيقول له: هذا ما أعدّ الله لك وهؤلاء رفقاؤك أفتحب اللحاق بهم أو الرجوع إلى الدنيا؟ قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما رأيت شخصته ورفع حاجبيه إلى فوق من قوله: لا حاجة لي إلى الدنيا ولا الرجوع إليها، ويناديه منادٍ من بطنان العرش يسمعه ويسمع من بحضرته: { يا أيتها النفس المطمئنة } إلى محمد ووصيه والأئمة من بعده { ارجعي إلى ربك راضية } بالولاية [ب: بولاية علي] { مرضية } بالثواب فادخلي في عبادي مع محمد [ص. أ] وأهل بيته [عيلهم السلام. ب] { وادخلي جنتي } غير مشوبة.
فرات قال: حدثنا محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان معنعناً:
عن محمد بن سليمان الديلمي قال: حدثنا أبي قال: سمعت الأفريقي: يقول: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المؤمن أيستكره على قبض روحه؟ قال: لا والله. قلت: وكيف ذاك؟ قال: لأنّه إذا حضره ملك الموت [عليه السلام. أ، ب] جزع فيقول له ملك الموت: لا تجزع فوالله لأنا [أ: أنا] أبرّ بك واشفق [عليك. ب] من والد رحيم لو حضرك؛ افتح عينيك فانظر [ر: وانظر]. قال: ويتهلل [ب: يتمثل] له رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ب] وأمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة من بعدهم وفاطمة عليهم [الصلاة و. ر] السلام [والتحية والاكرام، قال: فينظر إليهم فيستبشر بهم، فما رأيت شخصته تلك؟ قلت: بلى. قال: فإنما ينظر إليهم.
قال: قلت: جعلت فداك قد يشخص المؤمن والكافر؟! قال: ويحك إن الكافر يشخص منقلباً إلى خلفه لأنّ ملك الموت إنّما يأتيه ليحمله من خلفه، والمؤمن ينظر أمامه، و ينادي روحه منادٍ من قبل ربّ العزة من بطنان العرش فوق الأفق الأعلى ويقول: { يا أيّتها النفس المطمئنة } إلى محمد وآله { ارجعي إلى ربّك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي }. فيقول ملك الموت: إني أمرت أن أخيّرك الرجوع إلى الدنيا والمضي [قال:] فليس شيءٌ أحب إليه من إسلال [ب: انسلال] روحه.
فرات [بن إبراهيم الكوفي. ش] قال: حدثني علي بن محمد الزهري [قال: حدثني إبراهيم بن سليمان عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمان بن سالم. ش]:
عن ابي عبد الله [جعفر بن محمد. ش] عليهما السلام في قوله: { يا أيتها النفس المطمئنة } إلى آخره [ش: آخر السورة] قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام.
فرات قال: حدثني عبيد بن كثير معنعناً:
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"يا علي كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا وأكلوا التراث أكلاً لمّا وأحبوا المال حباً جماً واتخذوا دين الله دغلاً! ومال الله دولاً. قال: قلت أتركهم وما اختاروا وأختار الله ورسوله والدار الآخرة وأصبر على مصائب الدنيا ولأوائها حتى ألقاك إن شاء الله. قال: فقال: [هذه.أ] هديت اللهم افعل به ذلك" .