التفاسير

< >
عرض

الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ
١
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ ٱلْكَافِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ
٢
إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
٣
-يونس

تفسير الأعقم

{ الر }، قيل: اسم للقرآن، وقيل: اسم للسورة، وقيل: معناه أنا الرب لا رب غيري، وقيل: إسم الله تعالى، وقيل: هو قسم كأنه قيل: والله { تلك آيات الكتاب الحكيم }، قيل: المراد به القرآن، وقيل: تلك إشارة إلى ما كان وعد الله به أن يعطيه، وقيل: تلك إشارة إلى ما تقدم من الكتب مثل التوراة والانجيل وغيرهما، والوجه الأول قاله الحاكم الحكيم لأنَّه دليل يعرف به الحق عن الباطل فهو كالناطق بالحكمة والحجج المؤدية إلى معرفته، وقيل: أحكم نظمه فصار معجزة { أكان للناس عجباً } قال ابن عباس: لما بعث الله تعالى محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) أنكر الكفار ذلك، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد فأنزل الله أكان للناس عجباً، وقيل: قالوا العجب أن الله لم يجد رسولاً إلاَّ يتيم أبي طالب فنزلت الآية { وبشر الذين آمنوا } أي أخبرهم بما يسرهم وهو أن لهم الجنة وقوله: { قدم صدق } يعني جزاء حسناً ومنزلة رفيعة بما قدموا من أعمالهم { قال الكافرون إن هذا لساحر مبين } يعنون القرآن، وقيل: ساحر يعنون محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { إن ربكم الله } يعني منشئكم ومربيكم { الذي خلق السموات والأرض في ستَّة أيَّامٍ } من أيَّام الدنيا أولها الأحد { ثم استوى على العرش }، قيل: استولى على العرش بإنشاء التدبير من جهته، وقيل: العرش الملك أي هو مستولي على ملكه يفعل ما يشاء { يدبر الأمر ما من شفيع إلاَّ من بعد إذنه }، قيل: كان الله وخلق الخلق ودبر الأمر ولم يكن معه غيره ممن يحتاج إلى معونته والشفيع مأخوذ من الشفع وهو الزوج خلاف الوتر، وقيل: ما من مدبر إلا من بعد إذنه أي من بعد أمره، وقيل: لا أحد يشفع لأحد إلاَّ بإذنه.