التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ
١
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنْحَرْ
٢
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ
٣
-الكوثر

تفسير الأعقم

{ إنا أعطيناك الكوثر } نزلت السورة في العاص، وروي أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خرج من المسجد وهو يريد يدخله فتحدثا فسأله ناس من قريش: من الذي كنت تحدث؟ قال: ذلك الأبتر، يعني النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فنزلت السورة، وقيل: نزلت في عقبة بن أبي معيَط قال للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأبتر، وقيل: نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش، وقيل: توفي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولد يسمّى عبد الله فسمته قريش أبتر، وقيل: نزل قوله: { فصل لربك وانحر } يوم الحديبيَّة حين أحصر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وصدوه عن البيت، وقيل: غير ذلك لأن السورة مكية، الكوثر هو في الجنة، وعن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قرأها حين أنزلت فقال: "أتدرون ما الكوثر؟ انه نهر في الجنة وعدنيه ربي" وروي في صفته: "أحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن، حافتاه الزبرجد، وآنيتَه من فضة، أكوابه عدد نجوم السَّماء" وروي: "لا يظمأ من شرب منه أبداً أول وارديه فقراء المهاجرين" ، وقيل: هو حوض النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقيل: هو الخير الكثير، وقيل: هو القرآن العظيم، وقيل: النبوة، وقيل: كثرة الأشياع والأصحاب، وقيل: الشفاعة، وقيل: المعجزات، وقيل: النسل الكثير كما ظهر في ذريته { فصل لربك وانحر } نحر البدن، وعن عطاء: صلاة الفجر بجمع والنحر بمنى، وقيل: هي صلاة العيد والتضحية، وقيل: جنس صلاة النحر وضع اليمين على الشمال، وقيل: انحر ارفع يدك الى نحرك عند افتتاح الصلاة، وقيل: استقبال القبلة بنحرك، وقيل: ارفع يدك الى نحرك { إن شانئك } أي عدوك { هو الأبتر } أي منقطع عن كل خير، وقيل: الذي لا عقبَ له، وقيل: الأذل الاقل لانقطاعه عن الخير، وانما الابتر هو شانئك المشنئ في الدنيا والآخرة، وكانوا يقولون ان محمداً إذا مات مات ذكره، والشانئ البغيض، الأبتر المقطوع عن الخير وأصل البتر: القطع، وبترت الشيء: قطعته، وسيف باتر: قاطع، ورجل أبتر: لا عقبَ له كأنه قطع نسله، والأبتر من الدواب مقطوع الذنب.