التفاسير

< >
عرض

الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
١
أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ
٢
وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
٣
إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٤
-هود

تفسير الأعقم

{ الر } قد تقدم الكلام عليه في سورة يونس { كتاب } يعني القرآن { أحكمت آياته } نظمن نظماً رصيناً محكماً لا يقع فيه نقصٌ ولا خلل كالبناء المحكم، وقيل: منعت من الفساد، قال الشاعر:

ابني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا

وعن قتادة: أحكمت من الباطل ثم فصلته بالفوائد من دلائل التوحيد والأحكام والمواعظ والقصص، أو جُعلت فصولاً سورة سورة وآية آية، أو فرقت في التنزيل، ولم ينزل جملة واحدة، وقيل: فرقت بين الحق والباطل، وقيل: أحكمت آياته فلا تنسخ كما نسخت التوراة وسائر الكتب المتقدمة { من لدن حكيم خبير } أي هذا الكتاب الذي أتاكم من عند حكيم خبير أي حكيم في أفعاله وتدابيره عالم بأحوال خلقه { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه } من ذنوبكم { يمتعكم متاعاً حسناً } يطول نفعكم في الدنيا بمنافع حسنة مرضية من عيشة واسعة ونعمة متتابعة { إلى أجل مسمى } إلى أن يتوفاكم كقوله تعالى: { { فلنحيينه حياة طيبة } [النحل: 97] { ويؤت كل ذي فضل فضله } يعني ويعطي في الآخرة كل من كان له فضل في العمل وزيادة فيه جزاء فضله { وإن تولَّوا } عن اتباعي.