التفاسير

< >
عرض

قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ
١
ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ
٢
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
٣
وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ
٤
-الاخلاص

تفسير الأعقم

السبب في نزول السورة قيل: ان المشركين قالوا لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أنسب لنا ربك فنزلت هذه السورة، وعن سعيد بن جبير ان رهطاً من اليهود قالوا: يا محمد هذا الله خلق المخلوقين فمن خلقه؟ فغضب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى تغير خلقه فجاءه جبريل فسكته وجاءه بالجواب: قل هو الله أحد، وذكر القاضي: "روي أن عبد الله بن سلام انطلق الى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو بمكة فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ما تجدني في التوراة رسول الله؟ فقال انعت لنا ربك، فجاءه جبريل بهذه السورة فقرأها عليه فكان سبب اسلامه لكنه كتمه فلما هاجر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أظهر اسلامه" .
يعني { قل } يا محمد { هو الله احد } قيل: واحد في الالهيَّة والقدم، وقيل: واحد لا نظير له، وقيل: واحد في صفاته، قديم، باقي، قادر، عالم، حي، لم يزل، ولا يزول، وقيل: واحد في استحقاق العبادة لا تحق لأحد سواه { الله الصمد } السيد المعظم قال الأكثر: الباقي، وقال أسد بن عمرو وابن مسعود بالسيد الصمد وأصله المقصود صمدت اليه أصمد أي قصدت، وقيل: الذي يقصد اليه في الحوائج والمستغاث به عند المصائب، وقيل: الذي لا ينام، وقيل: الذي لا يكافيه أحد من خلقه، وقيل: الذي لا يوصف بصفته أحد، وقيل: المستغني عن كل أحد والمحتاج اليه كل أحد، وقيل: الغالب الذي لا يغلب، وقيل: الذي لا تدركه الأبصار، وقيل: الذي يقضي الحوائج سئِل أم لم يُسأل { لم يلد ولم يولد } أي ليس بصفة الجسميَّة حتى يلد ويولد ردٌ على النصارى واليهود وغيرهم، قيل: لم يلد فيكون بصفة الوالدات ولم يولد فيكون بصفة الأولاد { ولم يكن له كفواً أحد } أي لا مثل له، وقيل: لا صاحبة له، ويدل قوله: { لم يلد ولم يولد } أي ليس بجسم ولا يشبه الأجسام، ويدل قوله: { لم يكن له كفواً أحد } أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض وانه ليس بمتحيز ولا في مكان ولا في جهة.