التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ
١
مَلِكِ ٱلنَّاسِ
٢
إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ
٣
مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ
٤
ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ
٥
مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ
٦
-الناس

تفسير الأعقم

{ قل } يا محمد امتنع واعتصم { برب الناس } خالقهم ومدبرهم { ملك الناس اله الناس }، قيل: الذي تحق له العبادة، وقيل المدبر للخلق على وجه الحكمة { من شر الوسواس } وهو الشيطان كما جاء في الخبر أنه يوسوس فإذا ذكر العبد ربه خنس، وقيل: الوسواس بكثرة الوسوسة عن أبي علي وهو من الجنة، والناس الذي يوسوس فاذا ذكر الله خنس أي هرب واختفى، وقيل: الشيطان صياد حاذق والدنيا له والمكلف صيد عاقل، فمن اجتهد نجا من الهلكة والاسقام والا وقع في الشبكة فهذا وصفه بالخناس مبالغة في الزجر والتحذير، وقوله: { الذي يوسوس في صدور الناس } أي يدعوهم الى المعاصي { من الجنّة والناس } يعني الوسواس يكون من الجنة والناس قال جار الله: في قوله تعالى: { من الجنة والناس } بيان الذي يوسوس على أن الشيطان ضربان جني وانسي كما قال تعالى: { { الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا } [الأنعام: 112] وتدل الآية على ان التحذير من شياطين الجن والانس واجب لكن من الجن يجب أن يكون أشد لأنه لا يرى، وكذلك اليهود في أمر الدين والدنيا، ومن الفريقين الجن والانس، قيل: حد فيه رؤساء الضلال وعلماء السوء وأهل البدع إذ لا ضرر أعظم من ضررهم، ومتى قيل: كيف يوسوس الجن في الصدر؟ قلنا: يكلمه بكلام خفي حتى يصل الى قلبه، وقيل: له إلَهٌ وطريق الى توصل الكلام الى قلبه، فأما من يقول يدخل القلب إذ له خرطوم فبعيد، وروي من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من سورة الحشر وكّل الله به سبعون ألف ملك يصلّون عليه حتى يمسي، فإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، ومن قالها حين يمسي فذلك، وفيه من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق، لم يضرّه شيء حتى يرتحل منه.