التفاسير

< >
عرض

الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
١
ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
٢
ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
٣
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٤
-إبراهيم

تفسير الأعقم

{ الر } قد تقدم الكلام عليه، وقيل: انه اسم السورة { كتاب أنزلناه اليك } يعني القرآن أنزله جبريل (عليه السلام) { لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } أي من الضلال إلى الهدى، وقيل: من الكفر إلى الايمان { بإذن ربهم } أي بأمره { إلى صراط العزيز الحميد } المحمود على كل حال { الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض } خلقاً وملكاً يعني أن الرسول يدعوكم إلى الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض { وويل للكافرين من عذاب شديد }، قيل: الويل اسمٌ للعذاب الأليم، وقيل: هو نداء لكل مكروب، وقيل: هو واد في جهنم { الذين يستحبون الحياة الدنيا } قيل: يؤثرونها ويختارونها { على الآخرة ويصدون عن سبيل الله }، قيل: يمنعون الناس عن دين الله تعالى، وقيل: يعرضون عن دين الله وهو الاسلام { ويبغونها عوجاً } قيل: يطلبون بها العوج وذلك يوصلهم إلى تحريف الدين { أولئك في ضلال بعيد } عن الحق { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } أي بلغة قومه، قيل: كان المشركون يتعجبون من بشر يدعي أنه رسول وهو يتكلم بلسانهم فأنزل الله الآية مبيّنة أن عادة الله تعالى كذلك يعني كما أرسلناك إلى العرب بلغتهم كذلك أرسلنا كل رسول بلغة قومه فأما نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مبعوث إلى الكل فالمراد به هاهنا قومه الذين ولد فيهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لا قومه الذين بعث إليهم لأنه مبعوث إلى الخلق كافة، وقيل: تقدير الآية وما أرسلنا قبلك رسولاً إلاَّ بلسان قومه إلى قومه وأنه مبعوث وأنت مبعوث بلسان قومك إلى الخلق جميعاً، قال في الغرائب والعجائب: ان الله بعث جميع الكتب إلى جبريل (عليه السلام) بالعربية وأمره أن يأتي رسول كل قوم بلغتهم وهذا ليس بصحيح لأن قوله: { ليبين لهم } ضمير القوم وهو العرب فيؤدي أن الله أنزل التوراة من السماء بالعربية ليبين للعرب، قالوا: وهذا معنى فاسد، وقوله تعالى: { ليبين لهم } ما هو مبعوث به، يعني ليظهر لهم الدين { فيضل الله من يشاء } يعاقب ويهلك { ويهدي من يشاء }، قيل: يلطف بمن يشاء ممن له لطف.