التفاسير

< >
عرض

وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ
٢٣
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ
٢٤
تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
٢٥
وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ
٢٦
يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ
٢٧
-إبراهيم

تفسير الأعقم

{ تحيتهم فيها سلام } يعني في الجنة يحي بعضهم بعضاً بالسلام والملائكة تحييهم بالسلام { ألم تر } ألم تعلم { كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبةً كشجرة طيبة } أراد كلمة التوحيد، وقيل: كلمة حسنة كالتسبيح والتحميد والاستغفار والتوبة والدعوة، وعن ابن عباس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأما الشجرة فكل شجرة مثمرة طيبة الثمر وشجرة التين والعنب والرمان، وعن ابن عباس: هي شجرة في الجنة { أصلها ثابت } في الأرض { وفرعها } ثابت { في السماء }، وقيل: معناه في جهة العلو والصعود { تؤتي أكلها } مأكولها { كل حين }، قيل: ستة أشهر إلى صرام النخلة يعني تعطي ثمرها كل وقت وقّته الله تعالى لإِثمارها { بإذن ربها } وخالقها، وقيل: بأمره، وقيل: كل حين كل ساعة ليلاً ونهاراً كذلك المؤمن يطيع الله كل حين، وقيل: يؤكل من النخلة الطلع والبسر والرطب والتمر وهو دائم لا ينقطع كذلك أعمال المؤمن تصعد في كل وقت، فشبّه كله الدين في ثباتها بالأدلة التي لا فساد فيها بقرار الشجرة التي أصلها على نهاية الثبات، وشبّه ما يحصل من الرفعة في الدين والظهور بفروعها في السماء وشبّه ما يحصل من الثواب الدائم بثمرة هذه الشجرة رواه الحاكم، قوله تعالى: { ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة } أراد كلمة الشرك، وقيل: كلمة قبيحة، فأما الشجرة الخبيثة فكل ثمرة لا يطيب ثمره كشجرة الحنظل والكشوث وهو أنه لا قرار لها في الأرض وهي شجرة في الماء لا عروق لها تميل مع الرياح { يثبت الله الذين آمنوا } أنهم إذا فتنوا في دينهم لم يزالوا كما يثبت الذين فتنهم أصحاب الأخدود الذين نشروا بالمناشير { بالقول الثابت في الحياة الدنيا } قيل: هي الكلمة الطيبة والتوحيد، وقيل: قول لا إله إلا الله { وفي الآخرة } في القبر، وقيل: معناه الثبات عند سؤال القبر، وعن البراء ابن عازب (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر قبض روح المؤمن فقال: "ثم يعود روحه في جسده، فيأتياه ملكان فيجلسانه في قبره فيقولون له: من ربك؟ ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد فينادى من السماء صدق عبدي" ، فذلك قوله: { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } { ويضل الله الظالمين } الذين لم يتمسكوا بحججه في دينهم، وقيل: يضل يعاقب { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً } الآية نزلت في كفار أهل بدر عن علي (عليه السلام) وابن عباس، وقيل: نزلت في القادة من أهل مكة أنعم الله عليهم بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكفروا به، وقيل: في أبي جهل وأصحابه.