التفاسير

< >
عرض

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
٩
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ ٱلأَوَّلِينَ
١٠
وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
١١
كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ
١٢
لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ ٱلأَوَّلِينَ
١٣
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ
١٤
لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ
١٥
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ
١٦
وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ
١٧
إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ
١٨
وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ
١٩
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ
٢٠
-الحجر

تفسير الأعقم

{ إنَّا نحن نزلنا الذكر } يعني القرآن { وإنّا له لحافظون }، لا يجوز فيه الزيادة ولا النقصان، وقيل: وإنا له لحافظون، قيل: محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يحفظ من أعدائه { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين } يعني في فرقهم وطوائفهم والشيعة الفرقة إذا اتفقوا على مذهب وطريقه يعني أرسلنا فيهم أنبياء { وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون } وذلك تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلم)، قوله تعالى: { كذلك نسلكه } يعني القرآن يقال: سلكت الخيط في الابرة وأسلكته إذا أدخلته فيها، أي يوصل القرآن { في قلوب } المشركين، وقيل: باخطار ذلك ينالهم حتى عرفوه { لا يؤمنون به } يعني القرآن مع ذلك لا يؤمنون به عناداً وجهلاً { وقد خلت سنّة الأولين } أي مضت طريقة الأمم المتقدمة، يعني كانت الرسل تدعوهم إلى كتاب الله، ويسلك الله ذلك في قلوب أممهم لا يؤمنون كما هو شبه قومك، وقيل: وقائع الله فيمن قبلكم من الأمم { ولو فتحنا عليهم }، قيل: على أهل مكة، وقيل: على الأمم، وقيل: هو عام، يعني لو فتح عليهم { باباً من السماء } ويسّر لهم معراج يصعدون فيه اليها، ورأوا من العيان ما رأوا { لقالوا } هذا شيء نتخايله لا حقيقة له، ولقالوا: قد سحرنا محمد بذلك، وقيل: الضمير للملائكة يصعدون السماء عياناً لقالوا ذلك { ولقد جعلنا في السماء بروجاً }، قيل: هي النجوم { وزيناها } أي زيَّنا السماء بالنجوم { للناظرين } من ينظر إليها { وحفظناها } أي حفظنا السماء { من كل شيطان رجيم } أي ملعون، قيل: مرمى بالنجوم { إلاَّ من استرق السمع } والمراد بالسمع المسموع، وعن ابن عباس: أنهم كانوا لا يحجبون عن السموات، فلما ولد موسى منعوا من ثلاث سماوات، فلما ولد محمد منعوا من السماوات، وقوله: { فأتبعه شهاب مبين } أي مضيء لمن رآه { والأرض مددناها } وبسطناها { وألقينا فيها رواسي } الجبال الثوابت { وأنبتنا فيها }، قيل: في الأرض من أنواع النبات، وقيل: في الجبال { من كل شيء موزون } وزن بميزان الحكمة وقدر بمقدار بعضه لا يصح فيه زيادة ولا نقصان، أو له وزن وقدر في أبواب النعمة والمنفعة، وقيل: ما يوزن من نحو الذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها { وجعلنا لكم } أي خلقنا لكم { فيها } في الأرض { معايش } من زروع ونبات، وقيل: رزقاً تعيشون به من تجارات وزرع وغير ذلك { ومن لستم له برازقين } الدواب والأنعام، وقيل: العبيد والإِماء، وقيل: البهائم والطيور.