{إنَّا نحن نزلنا الذكر} يعني القرآن {وإنّا له لحافظون}، لا يجوز فيه الزيادة ولا النقصان، وقيل: وإنا له لحافظون، قيل: محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يحفظ من أعدائه {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} يعني في فرقهم وطوائفهم والشيعة الفرقة إذا اتفقوا على مذهب وطريقه يعني أرسلنا فيهم أنبياء {وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون} وذلك تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلم)، قوله تعالى: {كذلك نسلكه} يعني القرآن يقال: سلكت الخيط في الابرة وأسلكته إذا أدخلته فيها، أي يوصل القرآن {في قلوب} المشركين، وقيل: باخطار ذلك ينالهم حتى عرفوه {لا يؤمنون به} يعني القرآن مع ذلك لا يؤمنون به عناداً وجهلاً {وقد خلت سنّة الأولين} أي مضت طريقة الأمم المتقدمة، يعني كانت الرسل تدعوهم إلى كتاب الله، ويسلك الله ذلك في قلوب أممهم لا يؤمنون كما هو شبه قومك، وقيل: وقائع الله فيمن قبلكم من الأمم {ولو فتحنا عليهم}، قيل: على أهل مكة، وقيل: على الأمم، وقيل: هو عام، يعني لو فتح عليهم {باباً من السماء} ويسّر لهم معراج يصعدون فيه اليها، ورأوا من العيان ما رأوا {لقالوا} هذا شيء نتخايله لا حقيقة له، ولقالوا: قد سحرنا محمد بذلك، وقيل: الضمير للملائكة يصعدون السماء عياناً لقالوا ذلك {ولقد جعلنا في السماء بروجاً}، قيل: هي النجوم {وزيناها} أي زيَّنا السماء بالنجوم {للناظرين} من ينظر إليها {وحفظناها} أي حفظنا السماء {من كل شيطان رجيم} أي ملعون، قيل: مرمى بالنجوم {إلاَّ من استرق السمع} والمراد بالسمع المسموع، وعن ابن عباس: أنهم كانوا لا يحجبون عن السموات، فلما ولد موسى منعوا من ثلاث سماوات، فلما ولد محمد منعوا من السماوات، وقوله: {فأتبعه شهاب مبين} أي مضيء لمن رآه {والأرض مددناها} وبسطناها {وألقينا فيها رواسي} الجبال الثوابت {وأنبتنا فيها}، قيل: في الأرض من أنواع النبات، وقيل: في الجبال {من كل شيء موزون} وزن بميزان الحكمة وقدر بمقدار بعضه لا يصح فيه زيادة ولا نقصان، أو له وزن وقدر في أبواب النعمة والمنفعة، وقيل: ما يوزن من نحو الذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها {وجعلنا لكم} أي خلقنا لكم {فيها} في الأرض {معايش} من زروع ونبات، وقيل: رزقاً تعيشون به من تجارات وزرع وغير ذلك {ومن لستم له برازقين} الدواب والأنعام، وقيل: العبيد والإِماء، وقيل: البهائم والطيور.