{وإن كان أصحاب الأيكة} قوم شعيب، أرسل شعيب (عليه السلام) إلى مدين وأصحاب الأيكة فعذبوا قوله تعالى: {وإنهما} يعني قوم لوط والأيكة، وقيل: الأيكة ومدين {لبإمام مبين} لها طريق واضح {ولقد كذب أصحاب الحجر} ثمود، والحجر واديهم، وهو بين المدينة والشام {المرسلين} يعني تكذيبهم صالحاً، لأن من كذب واحداً منهم فكأنما كذبهم جميعاً، وأراد صالحاً ومن معه من المؤمنين {وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين} وذلك لطول أملهم اتخذوا منازل في الجبال لئلا تنهدم آمنين من أن تقع عليهم، وقيل: آمنين من عذاب الله {فأخذتهم الصيحة مصبحين} أي عند الصبح {وإن الساعة لآتية} لا خلف فيها {فاصفح الصفح الجميل}، قيل: الآية منسوخة بآية القتال، قال القاضي: لا نسخ، والصفح ممدوح سائر الحالات فهو العلم والتواضع {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني}، قيل: هي سبع آيات وهي الفاتحة، وقيل: سبع سور وهي الطوال والانفال وبراءة في حكم سورة واحدة، وقيل: أراد السبع الحواميم، وسميت المثاني جميع القرآن لقوله متشابهاً مثاني، قال في الغرائب: المثاني معاً في القرآن وهي سبعة: أمرٌ ونهي وتبشير وانذار وضرب أمثال وتعديد نعم وأنباء قرون {والقرآن العظيم} وروي أن من أوتي القرآن فرأى أن أحداً أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي فقد صغّر عظيماً، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن" وقيل: جاءت سبع قوافل ليهود بني قريظة والنضير فيها أنواع البر والطيب وسائر الأمتعة فقال المسلمون: لو كانت هذه الأنزال لنا لتقوينا بها ولأنفقناها في سبيل الله فقال لهم عزَّ وعلا: لقد أعطيتم سبع آيات هي خير من هذه القوافل السبع، يعني سورة الحمد {لا تمدّنَّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم} أراد لا تنظر إلى ما في أيديهم من النعم فما أنعم عليك وعلى من تبعك وهي النبوة والإِسلام والقرآن والفتوح وغير ذلك، أزواجاً أصنافاً، وقيل: الأزواج والأمثال والأشباه، وقيل: أمثالاً في النعم {واخفض جناحك للمؤمنين} هو توسع أي أَلِنْ جنابك للمؤمنين وتواضع لهم وارفق بهم {وقل إني أنا النذير المبين} المخوف بالعقاب.