التفاسير

< >
عرض

كَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَى ٱلْمُقْتَسِمِينَ
٩٠
ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلْقُرْآنَ عِضِينَ
٩١
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
٩٢
عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٩٣
فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ
٩٤
إِنَّا كَفَيْنَاكَ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ
٩٥
ٱلَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلـٰهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ
٩٦
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ
٩٧
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ
٩٨
وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ
٩٩
-الحجر

تفسير الأعقم

{ كما أنزلنا على المقتسمين }، قيل: أُنزلت في أهل الكتاب إذ آمنوا ببعض وهو الذي وافقهم وكفروا ببعض، وقيل: نزلت في أهل مكة تفرقوا على طريق مكة يصدوهم عن الإِيمان بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه ساحر وكاهن مجنون فأنزل الله بهم عذاباً { الذين جعلوا القرآن عضين } أي عضوه أعضاء وأجزاء فآمنوا ببعض وكفروا ببعض، وقيل: نسبوه إلى الكذب وهو جمع عِضَه، وقيل: قرعوه وقسموه بأن قالوا هو سحر، ومنهم من قال: شعر، ومنهم من قال: أساطير الأولين { فاصدع بما تؤمر } فاجهر به وأظهره، وقيل: فافرق بين الحق والباطل، والمعنى بما تؤمر به من الشرائع، قال أبو طالب:

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وأبشر وقر بذاك منك عيونا

{ إنا كفيناك المستهزئين }، قيل: هم خمسة نفر: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والحارث بن الطلاطلة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، عن ابن عباس: ماتوا كلهم قبل بدر، قال جبريل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أمرت أن أكفيكهم، فأومى إلى ساق الوليد، فمرّ بنبال فتعلق بثوبه سهم فلم ينعطف تعظماً لأخذه فأصاب عرقاً في عقبه فقطعه فمات، وأومى إلى أخمص العاص بن وائل فدخلت فيها شوكة، فقال: لدغت، وانتفخت رجله حتى صارت كالرحى ومات، وأشار إلى عيني الأسود بن المطلب فعمى، وأشار إلى أنف الحارث فامتخط قيحاً فمات، وأتى الأسود بن عبد يغوث وهو قاعد في ظل شجرة، فجعل ينطح رأسه بالشجرة ويضرب وجهه بالشوك حتى مات، قال في الغرائب: جعل يضرب رأسه بالشجرة وهو يقول: يا غلام أدركني، فقام الغلام: ما أرى أحداً يضرب رأسك إنما أنت تضربه، ولا يزال يضربه حتى مات، وقيل: المراد به جميع مشركي العرب وقوله: { الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون } تهديد لهم، قوله تعالى: { ولقد نعلم أَنك يضيق صدرك بما يقولون } من أقاويل الطاعنين فيك وفي القرآن { فسبِّح بحمد ربك } يعني نزه الله وعظمه باضافة النعم اليه، وداوم على عبادة ربك { وكن من الساجدين }، قيل: المتواضعين، وقيل: الساجدين المطيعين { حتى يأتيك اليقين } أي الموت ما دمت حيَّاً، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا حدث به أمرٌ فزع إلى الصلاة.