{الحمد لله} أمرٌ من الله على نعمه في الدين {الذي أنزل على عبده الكتاب} يعني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) {ولم يجعل له عوجاً}، قيل: ملتبساً، وقيل: مختلفاً حتى يكون بعضه حقاً وبعضه باطلاً... وبعضه محدثاً {قيماً} على سائر الكتب يصدقها وينفي الباطل عنها، وقيل: جعله قيماً دائماً، والقيّم: الذي لا تناقص فيه ولا فساد {لينذر بأساً شديداً} أي عذاباً شديداً لمن كفروا {ويبشر المؤمنين} المصدّقين {الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً} يعني الثواب الدائم، وقيل: الأجر الحسن الجنة {وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولداً}، قيل: هم قريش قالوا: الملائكة بنات الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله {كبرت كلمة} عظمت هذه الكلمة عند الله {تخرج من أفواههم} {فلعلك} يا محمد {باخع نفسك} أي مهلك نفسك غيظاً وحسرة {على آثارهم} أي بعد موتهم، وقيل: على الدين، وقيل: باخع نفسك قائل على آثارهم على أدبارهم عنك وتكذيبهم إياك {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً} يعني القرآن أسفاً حزناً، وقيل: غيظاً {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها} أي حلية قيل: هي الأشجار والأنهار، وقيل: الذهب والفضة والأواني والدواب والمواشي وسائر ما ينتفع به، وقيل: أراد به الرجال خاصة {لنبلوهم} أي نعاملهم معاملة المبتلي والابتلاء والامتحان والاختيار نظائر، وقيل: الابتلاء فيه أن يستعمل تلك الزينة في طاعته دون معاصيه {أيهم أحسن عملاً} يعني يكون الجزاء على قدر الأعمال {وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً} يعني مخربون الأرض بعد عمارتها {صعيداً} تراباً، وقيل: الصعيد وجه الأرض، وقيل: الأرض المستوية، والجرز: اليابس الذي لا ينبت فيه، وقيل: الأرض المحصودة مما كان عليها.