{قال له صاحبه} المؤمن وهو يحاوره يخاصمه {أكفرت بالذي خلقك من تراب} خلق أصلك وهو آدم {ثم من نطفة} أي خلق ولده من نطفة {ثم سواك رجلاً} أي عدلك بأن جعلك بشراً سوياً يعني نقلك من حال إلى حال {لكنّا هو الله ربي} الذي أنشأها حالاً بعد حال دل على صانع عالم مختار {ولا أشرك بربي أحداً} يعني لا أشرك في عبادتي أحداً معه، يعني إن كنت تفاخر بالدنيا فأنا أفاخر بالتوحيد {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} أي هلا اتكلت في جميع أمرك على مشيئته وتدبيره {ان تَرَنِ أنا أقل منك مالاً وولداً} فأنا راض بقضائه {فعسى} لعل {ربي أن يؤتينِ خيراً من جنتك} أي يعطيني من جهته ما هو خير من هذا البستان وأعظم شأناً {ويرسل عليها حسباناً من السماء}، قيل: عذاباً، وقيل: ناراً {فتصبح صعيداً} تراباً {زلقاً} أي أملس لا نبات عليه، وقيل: رملاً {أو يصبح ماؤها غوراً} أي غائراً ذاهباً في الأرض {فلن تستطيع له طلباً} أي لا تدري أين ذهب، ثم بيّن تعالى ما آل اليه الكافر فقال تعالى: {وأحيط بثمره} أي أحاط الهلاك بثمره فأهلك حتى لم يخرج منه شيء، وروي أنه تعالى أرسل عليها ناراً {فأصبح} هذا الكافر {يقلُّب كفيه} يصفق بأحد يديه على الأخرى ويقلبها {وهي خاوية على عروشها} يعني الجنة ساقطة على سقوفها، وقيل: صار أعلاها أسفلها، والعروش الأبنية {ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً} فتمنى الايمان لبقاء لا لوجوبه وكان لا ينفعه ولو ندم على الكفر آمن بالله {ولم تكن له فئة ينصرونه} من عقاب الله وكلاك ما له {وما كان منتصراً} ممتنعاً {هنالك الولاية} أي في ذلك المكان وتلك الحالة النصرة لله لا يملكها غيره، ويجوز أن يكون المعنى هنالك الولاية لله ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة الحق قيل: من صفة الولاية، وقيل: من صفة الله على اختلاف القراءتين {هو خير ثواباً وخير عقباً}.