{يأيها الناس} قيل: هم أهل مكة، وقيل: هو عامٌ. {اعبدوا ربكَمْ} اي وحدّوه وأطيعوه. {لعلكم تتقون} أي لكي تتقوا الله تعالى. {الذي جعل لكم الأرض فراشاً} اي بساطاً. {والسماء بناءً} أي سقفاً. {فلا تجعلوا لله أنداداً} أي أضداداً. {وأنتم تعلمون} انه الخالق دون الأوثان، وقيل: تعلمون أنه المنعم عليكم دون الأوثان فإنها لا تنفع ولا تضر فكيف تستحق العبادة. {وإن كنتم في ريب ممَّا نزلنا على عبدنا} الآية، اعلم ان الله عزَّ وجلَّ تحدَّى العرب بأن يأتوا بمثله ثم حطهم مرتبة أخرى فقال: {فأتوا بسورة من مثله} وبالاتفاق ان العرب كانوا في النهاية من الفصاحة بحيث لا يكون قبلهم ولا بعدهم أفصح منهم وأقل سورة ثلاث آيات. {وادعوا شهداءكم} يعني واستعينوا بآلهتكم التي تعبدونها. {من دون الله إن كنتم صادقين} بأن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) افتراه، وقيل: أعوانكم، وقيل: ناس يشهدون لكم. { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} فنفى عنهم انهم لم يفعلوا كما هو عالم لما فيه من الاعجاز فارجعوا الى عقولكم. {واتقوا الله} بفعل طاعتكم لله ولرسوله. {التي وقودها الناس} اي حطبها. {والحجارة} قيل: هي الاصنام، وقيل: هي الكبريت، وقيل: هي حجارة يعذبون بها، وقيل: هي كنوز الذهب والفضة. {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قيل: اخلصوا الأعمال. وعن علي (عليه السلام): "اقامة الصلاة المفروضة"، وقيل: الطاعة فيما بينهم وبين ربهم، وقيل: العمل الصالح الذي يكون فيه أربعة أشياء: العلم، والنية، والصبر، والاخلاص. {من تحتها الانهار} أي من تحت أشجارها فحذَف المضاف، وقيل: من تحت منازلها وهم في الغرفات. {قالوا هذا الذي رزقنا من قبل} قيل: في الجنة من قوله: {بكرة وعشيا}، وقيل: في الدنيا. {وأُتوا به متشابهاً} قيل: مشبها في الصورة واللون مختلفاً في الطعم، وقيل: متشابهاً في الأسماء، وعن ابن عباس (رضي الله عنه): ليس في الدنيا مما في الجنة الا الأسماء. {ولهم فيها أزواج} قيل: الحور العين، وقيل: نساء الدنيا المؤمنات مطهرات من الحيض والبول والغائط وجميع الأقذار.