التفاسير

< >
عرض

يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِي ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ
٤٧
وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ
٤٨
وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ
٤٩
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ
٥٠
وَإِذْ وَٰعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ ٱتَّخَذْتُمُ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَٰلِمُونَ
٥١
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٥٢
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
٥٣
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
٥٤
-البقرة

تفسير الأعقم

{ واتقوا يوماً لا تجزي نفس } الآية، نزلت في اليهود حيث انهم ادعوا انهم أبناء الله وأحباؤه، وقالوا: سيشفع لنا آباؤنا، فأنكر الله عليهم، وقيل: الآية عامة. { وإذ أنجيناكم من آل فرعون } يعني قومه وأهله وأتباعه وأهل دينه. { يسومونكم } يعذبونكم. { سوء العذاب } أي أشده ونهايته وهو ذبح العيال. { وإذ فرقنا بكم البحر } يعني اذكروا ما أنعم الله به على آبائكم مما عدد عليهم من الانجاء من فرعون وعذابه، ومن الغرق، ومن العقوبة من اتخاذ العجل والتوبة عليهم وغير ذلك، وما أنعم عليهم من إدراك زمن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المبشر به التوراة والانجيل، وفيه حذف والكلام فيه يطول وذكر الثعلبي ان أصحاب موسى الذين فرق بهم البحر ستمائة ألف مقاتل وعشرون ألف مقاتل، وفرعون وأصحابه يقدمهم هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف، وكان فيهم سبعون ألفاً من دهم الخيل والله أعلم، أهلكهم الله تعالى على يد موسى في البحر. { وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة } وذلك أن بني اسرائيل لما أمنوا عدوهم دخلوا مصراً بعد هلاك فرعون وجنوده، ولم يكن لهم كتاب يهتدون به، فوعد الله موسى (عليه السلام) أن ينزل عليهم التوراة فقال موسى لقومه: إني ذاهب لميقات ربي، وآتيكم بكتاب فيه بيان لكم ووعدهم أربعين ليلة: ثلاثين من ذي القعدة وعشراً من ذي الحجة، واستخلف عليهم هٰرون (عليه السلام) وقوله تعالى: { ثم اتخذتم العجل } وكان العجل من ذهب يخور احتاله السامري، وقيل: هو من قوله: { { فقبضت قبضة من أثر الرسول } [طه: 96] { من بعده } اي من بعد مضيه الى الطور. { وأنتم ظالمون } بإشراككم. { ثم عفونا عنكم } حين تبتم من بعد ارتكابكم الامر العظيم، وهي عبادة البقر التي هي أمثلة للعرب: أبلد من ثور. { وإذ آتينا موسى الكتاب } التوراة. { والفرقان } هو النصر الذي فرق بينه وبين عدوه، وقيل: الفرقان القرآن، تقديره: آتينا موسى الكتاب ومحمد الفرقان، وقيل: التوراة والانجيل. { وإذ قال موسى لقومه } عند ان رجع من جبال الطور وذلك ان موسى (عليه السلام) صار بين امرين فأصحابه من بعده عبَدُوا العجل، وقالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى، فرجع موسى وتابوا فأوحى الله اليه أن { اقتلوا أنفسكم } وقيل: الذين لم يعبدوا العجل قتلوا الذين عبدوا العجل، وموسى وهارون يقولان يا رب البقيَّة هلك بنو اسرائيل، وكانت القتلى سبعين ألف. { بارئكم } البارئ الخالق الذي خلق الخلق.