التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ
١٠٨
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ
١٠٩
إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ
١١٠
وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ
١١١
قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ
١١٢
-الأنبياء

تفسير الأعقم

{ قل } يا محمد { إنما يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إله واحد } يعني من تحق له العبادة { فهل أنتم مسلمون } ومنقادون بذلك بأن تتركوا عبادة غيره، وقيل: هل أنتم داخلون في الإِسلام؟ { فإن تولَّوا } أعرضوا { فقل } يا محمد لهم { آذنتكم } أعلمتكم { على سواء } في الانذار لم أظهر شيئاً لبعض وأكتمه عن بعض، وقيل: على سواء في الإِنذار والدعاء، وقيل: أعلمتكم ما أعد الله لكم على كفركم من العذاب { وإن أدري } لا أعلم { أقريب أم بعيد ما توعدون } يعني القيامة فإن الله تعالى هو العالم بوقتها، وقيل: المراد العذاب الموعود لهم ما يوعدون به من غلبة المسلمين عليكم لا محالة ولا بدّ، وإن كنت لا أدري متى يكون ذلك لأن الله تعالى لم يعلمني { إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون } والله عالم لا يخفى عليه شيء من كلام الطاعنين في الإِسلام فهو مجازيكم عليه { وإن أدري لعلَّه فتنة لكم } ما أدري لعل تأخير هذا الموعد لينظر كيف تعملون، يعني لعل تأخير العذاب فتنة لكم أي اختبار وشدّة وتكليف { ومتاع إلى حين } أي يمتعكم إلى أجل قد علمه، ومعنى الآية لا أدري بعد البيان لعل بقاءكم زيادة في عقوبتكم إن لم تؤمنوا { قل رب احكم بالحق } وفوض الأمر إليه أي احكم بيني وبين من كذَّبني بالحق، وعن قتادة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا شهد قتالاً قال: "رب احكم بالحق" أي افصل بيني وبين المشركين كما تفصل به الحق { وربنا الرحمان المستعان } الذي تحق له العبادة، وقوله: { المستعان } الذي يعينهم على أمورهم { على ما تصفون } من خلاف الدين وكانوا يطمعون أن تكون لهم الغلبة فكذب الله ظنّهم ونصر رسوله والمؤمنين.