التفاسير

< >
عرض

وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ
٨٩
فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ
٩٠
وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
٩١
-الأنبياء

تفسير الأعقم

{ وزكريا } أي اذكر زكريا { إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين } لأنه يرث الخلق جميعهم { فاستجبنا له } أي أجبنا دعاءه { ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه } كانت عاقراً { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات } أي الطاعات { ويدعوننا رغباً ورهباً } يعني رغبة في ثوابه ورهبة [وخشية] من عقابه، يعني يدعوننا طمعاً وخوفاً { وكانوا لنا خاشعين } ثم عطف على ما تقدم بقصة عيسى وعقبه بالوعد والوعيد فقال سبحانه: { والتي أحصنت فرجها } يعني مريم منعت وحفظت من أن يمسّها ذكر، وقيل: منعت فرجها مما حرم الله عليها { فنفخنا فيها من روحنا } نفخ الروح في الجسد عبارة عن إحياء، ومعناه نفخنا الروح في عيسى فيها، أي أحييناه في جوفها من روحنا وهو جبريل لأنه نفخ في جيب درعها فوصل النفخ إلى جوفها، وقيل: إضافة إلى نفسها على وجه التشريف { وجعلناها } أي مريم { وابنها آية } حجّة على كمال قدرتنا { للعالمين } العقلاء.