التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ
٢٣
وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ
٢٤
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
٢٥
وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ
٢٦
وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ
٢٧
-الحج

تفسير الأعقم

{ إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار يحلّون فيها من أساور } وهي حلية اليد { ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير } يعني الديباج { وهُدوا إلى الطيب من القول } وهداهم الله وألهمهم أن يقولوا الحمد الله الذي صدقنا وعده وهداهم إلى طريق الجنة، وقيل: هو الكلام الحسن فلا يسمعون في الجنة إلا ما يحبون، وقيل: هدوا في الدنيا إلى الطيب من القول وهو الإِيمان { وهدوا } أرشدوا { إلى صراط الحميد } قيل: الدين، وقيل: طريق الجنة، قوله تعالى: { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله } عن دينه، وقيل: عن الحج والعمرة { والمسجد الحرام } يعني ويصدون عن المسجد الحرام وهو الكعبة، وقيل: الحرم والأول والمراد نفس المسجد يستوي فيه جميع الخلق { سواء العاكف فيه والباد }، قيل: هما سواء في تعظيم حرمته وقضاء النسك، وقيل: هما سواء في المنزل فليس أحد أولى بالمنزل من الآخر، وجزموا بهذا دون مكة وكرهوا إجارتها أيام الموسم عن ابن عباس وسعيد بن جبير، العاكف المقيم، والباد الجاي إليه من الآفاق { ومن يرد فيه بإلحاد } الإلحاد العدول عن القصد { بظلم نذقه من عذاب أليم }، قيل: الإِلحاد في الحرم منع الناس عن عمارته، وعن عطاء قول الرجل في المبايعة لا والله بلى والله، وكل من ارتكب ذنباً فهو كذلك { وإذ بوَّأنا لإِبراهيم }. قال جار الله: واذكر حين جعلنا لإِبراهيم { مكان البيت } ودللناه عليه قيل: أراه جبريل مكانه لأنه رفع إلى السماء أيام الطوفان وكان من ياقوتة حمراء فأعلم الله إبراهيم مكانه { وطهّر بيتي } من الأصنام والأوثان والأقذار أن يطرح حوله { للطائفين } أي من يطوف بالبيت { والقائمين } في الصلاة { والركع السجود } لمن يعبد الله ويخضع { وأذّن في الناس بالحج } نادِ فيهم، والنداء بالحج أن يقول: حجّوا وعليكم بالحج، وروي أنه صعد أبا قبيس فقال: "يا أيها الناس حجّوا بيت ربكم" وعن الحسن: أنه خطاب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر أن يفعل ذلك في حجة الوداع { يأتوك رجالاً } جمع راجل كقائم وقيام { وعلى كل ضامر } أي راكب على كل ضامر وهو البعير المهرول وقد أضمره طول الطريق { يأتين من كل فجّ عميق } أي طريق بعيد، والعميق يقال بئر بعيد العمق.