التفاسير

< >
عرض

أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ
٧٢
وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٧٣
وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ
٧٤
وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
٧٥
وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ
٧٦
حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ
٧٧
وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
٧٨
وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٧٩
وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٨٠
بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ
٨١
قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ
٨٢
لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
٨٣
قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٨٤
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
٨٥
قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ
٨٦
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
٨٧
قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٨٨
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ
٨٩
-المؤمنون

تفسير الأعقم

{ أم تسألهم خرجاً فخراج ربك خير وهو خير الرازقين } وهو ما تخرجه للإِمام من زكاة أرضك إلى كل عامل، وقيل: المخرج ما تبرعت به، والخراج ما لزمك أداؤه، قال جار الله: والوجه أن الخرج أخص من الخراج، فخراج ربك رزقه وثوابه خير، وهو خير الرازقين لأنه يخلق الرزق ويعطي متفضلاً { وإنك } يا محمد { لتدعوهم إلى صراط مستقيم } { وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون } النكب الميل، وقيل: إن الذين لا يؤمنون بالنشأة الآخرة عن الصراط لناكبون لعادلون { ولو رحمناهم } ورددناهم إلى دار التكليف { للجّوا في طغيانهم يعمهون } نظيره لو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه، وقيل: هو في الدنيا، والمعنى لو كشف الله عنهم هذا الضر وهو الجوع والقحط الذي أصابهم برحمته عليهم ووجدوا الخصب لارتدّوا إلى ما كانوا عليه من الاستكبار وعداوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين { يعمهون } يترددون { ولقد أخذناهم بالعذاب } بالحدث وضيق الرزق والقتل بالسيف { فما استكانوا لربهم } أي ما خضعوا { وما يتضرعون } لكشف البلاء، يعني مصائب الدنيا { حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد } بسنين كسني يوسف فجاعوا حتى أكلوا العلهن، وقيل: القتل يوم بدر، وقيل: باباً من عذاب جهنم في الآخرة، وقيل: فتح مكة { إذا هم فيه مبلسون } أي متحيرون آيسون من كل خير { وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون } يعني هل شكرتم لها، وقيل: هو نفي، قال جار الله: أي تشكرون شكراً قليلاً، وما مزيدة للتأكيد بمعنى حقاً { وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون } تجمعون { وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار } يعني يدبرهما في مجيء أحدهما خلف الآخر { أفلا تعقلون } أفلا تعلمون بأن تفكروا لتعلموا أن لجميع ما تقدم صانعاً، قوله تعالى: { بل قالوا مثل ما قال الأولون } { قالوا أئذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً } بالية { أئنا لمبعوثون } بعد الموت أحياء { لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل } يعني هذا الوعد وهو البعث قد وعدنا أباؤنا قبل مجيئك { إن هذا إلا أساطير الأولين } يعني شيئاً ينتظروه الأولون، أي كتبوه ولا حقيقة له، فقال سبحانه: { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون } { سيقولون لله } يعني خلق الأرض ومن فيها، فإذا قالوا الله { قل أفلا تذكرون فتعلمون } أن من قدر على خلق الأرض ومن فيها ابتداء قادر على إحيائهم بعد الموت، ثم زاد في الحجة { قل من رب السماوات } أي خالقهما { ورب العرش العظيم } ومعنى رب السماوات والأرض أي مدبرهما كما يشاء، فإذا قالوا الله لزمهم الحجة فقال تعالى: { قل لهم } يعني قل يا محمد لهؤلاء المشركين { أفلا تتقون } أفلا تخافونه، فلا تشركون به وتعصوا رسله؟ فقال: قل لهم: { من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه } أي لا يمنع من الشر من يشاء ولا يكن لأحد أن يمنعه، وقيل: يجير من العذاب ولا يجار عليه، وقد يقال: أجرت فلاناً على فلان إذا أغثته منه ومنعته، يعني هو يغيث من يشاء ممن يشاء ولا يغيث أحدٌ منه أحداً { سيقولون لله قل فأنّى تسحرون } تخدعون عن توحيده وطاعته.