{قوم فرعون ألا يتقون}، قيل: معناه هل اتقوا الكفر والمعاصي {قال} موسى {رب إني أخاف أن يكذبون} {ويضيق صدري} بتكذيبهم {ولا ينطلق لساني} للعقدة التي فيه {فأرسل إلى هارون} أرسل إليه جبريل واجعله نبيَّاً وازرني به واشدد به عضدي {ولهم علي ذنب} أراد بالذنب قتله القبطي {فأخاف أن يقتلون} {قال}، الله تعالى: لا يكون كما ظننت {فاذهبا} يعني موسى وهارون {بآياتنا إنا معكم مستمعون} سماع من يعينك ويحفظ {فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين} {أن أرسل معنا بني إسرائيل} ولا تعذبهم ولا تستعبدهم، وروي أنه استعبدهم أربعمائة سنة، وروي أنهما انطلقا إلى باب فرعون وكان بفلسطين فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب: أن ها هنا إنساناً يزعم أنه رسول الله، فقال: ائذن لهما لعلنا نضحك منه {قال ألم نربك فينا وليداً} يعني قال ذلك على وجه الاستفهام {ألم نربك فينا وليداً} {ولبثت فينا من عمرك سنين} قال ذلك إظهاراً لنعمته عليه، وقيل: قالوا إنكاراً لرسالته، وروي أنه لبث فيهم ثلاثون سنة {وفعلت فعلتك التي فعلت} يعني قتل القبطي {وأنت من الكافرين} بالدين، وقيل: من الكافرين لنعمتي {قال فعلتها إذاً وأنا من الضالّين} من الوحي والشرع، وروي أنه قتل القبطي وهو ابن اثني عشر سنة، وقرأ ابن مسعود (رضي الله عنه) من الجاهلين {ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين} أي من جملة الأنبياء {وتلك نعمة تمنها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} والمعنى تعبيدك بني إسرائيل نعمة تمنها عليّ {قال فرعون وما رب العالمين}، قيل: كان عارفاً بالله أنه الخالق وإنما أراد تلبيساً على العوام، وقيل: كان منكراً لذلك {قال} موسى (عليه السلام): {رب السماوات والأرض} أي خالقهما {وما بينهما} من الخلق {إن كنتم موقنين}، قيل: كانوا عارفين معاندين، وقيل: إن كنتم مؤمنين أنه لا بدّ لهما من محدث وعلمتم أنكم لم تحدثوها {قال} فرعون {لمن حوله} من أشراف قومه، قيل: كانوا خمسمائة رجل {ألا تستمعون} لما يقول تعجيباً لهم من قول موسى {قال} موسى (عليه السلام) {ربكم ورب آبائكم الأولين} يعني خالق الجميع، {قال} فرعون {إن رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون}، سماه رسولاً استهزاء ووصفوه بالجنون، فزاد موسى بالبينات {قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} يعني إن كنتم عقلا فتدبروا لتعرفوا، وقيل: إن كنتم تعقلون كلامي {قال} فرعون {لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين} فأجاب موسى {أولو جئتك بشيء مبين} بمعجزة تبيّن صدق قولي {قال فأت به إن كنت من الصادقين} يعني صادقاً في قولك، قيل: قاله سخرية، وقيل: قاله استهزاء.