التفاسير

< >
عرض

وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِيۤ إِنَّكُم مّتَّبَعُونَ
٥٢
فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ
٥٣
إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ
٥٤
وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ
٥٥
وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ
٥٦
فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
٥٧
وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
٥٨
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ
٥٩
فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ
٦٠
فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
٦١
قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٦٢
فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ
٦٣
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ
٦٤
وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ
٦٥
ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ
٦٦
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
٦٧
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٦٨
-الشعراء

تفسير الأعقم

{ وأوحينا إلى موسى }، قيل: أمرنا { أن أسر بعبادي إنكم متبعون } يتبعكم فرعون وجنوده { فأرسل فرعون في المدائن حاشرين }، قيل: أرسل فرعون في أثره ألف ألف وخمس مائة ملك مع كل ملك ألف، وخرج فرعون في جمع عظيم وكان مقدمته سبعمائة ألف كل رجل على حصان وعلى رأسه بيضة، وعن ابن عباس: خرج فرعون في ألف ألف حصان سوى الإِناث، فلذلك استقل قوم موسى وكانوا ستمائة الف وسبعين ألفاً وسماهم شرذمة، والشرذمة الطائفة القليلة { وإنهم لنا لغائظون } يعني يقولون ما يغيظنا، وهو قولهم أن لفرعون يجب عليه أن نعبده { وإنا لجميع حاذرون } أي حذرنا بالاستعداد بالسلاح والتحرز { فأخرجناهم } يعني فرعون وجنوده { من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم } مجلس كريم حسن، وقيل: هو مجالس الملوك والرؤساء من قومه، وقيل: المنابر { كذلك وأورثناها بني اسرائيل } لأنهم ورثوا مصراً بعد إهلاك فرعون { فاتبعوهم مشرقين } يعني لحقوهم مصبحين، وقيل: في وقت شروق الشمس أو ظهورها { فلما تراءا الجمعان } الفئتان، تقابلا فرأى بعضهم بعضاً { قال أصحاب موسى إنا لمدركون } أي لحقنا فرعون وجنوده فأجابهم موسى بما قوى به قلوبهم { قال كلا } أي لا يكون ذلك { إن معي ربي سيهدين } يعني الله تعالى سيهدين سيدلني على طريق النجاة { فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلُّ فرق } قطعة من الماء { كالطود العظيم } أي الجبل العظيم { وأزلفنا ثمّ } أي قرّبنا إلى البحر فرعون وقومه، وقرئ فأزلقنا بالقاف شاذ، وقيل: صار فيه اثني عشر طريقاً لكل سبط طريق، فرطت بنو إسرائيل وبقيت الطريق كذلك، فلما قرب فرعون وقومه قحموه، ومتى قيل: كيف قحموا البحر مع عظيم الخطر؟ قيل: كان فرعون على حصان وجبريل على رمكه تقدمه واقتحم به البحر، وقيل: طردتهم الملائكة { وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين } يعني قوم فرعون { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين } قوله تعالى: { وإن ربك لهو العزيز الرحيم } يعني القادر على ما يشاء.