التفاسير

< >
عرض

مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ
٨٩
وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٩٠
إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٩١
وَأَنْ أَتْلُوَاْ ٱلْقُرْآنَ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ
٩٢
وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
٩٣
-النمل

تفسير الأعقم

قوله تعالى: { من جاء بالحسنة } من أتى القيامة بحسنات عملها وحفظها، يعني جميع الطاعات { فله خير منها } يعني خير من الحسنة وهو الأمان من العذاب والفوز بالثواب، وقيل: هو الأضعاف فله عشر أمثالها، وعن ابن عباس: قول لا إله إلاَّ الله { وهم من فزع يومئذ آمنون }، قيل: هو اطباق باب النار على أهلها يفزعون فزعة عظيمة وأهل الجنة آمنون، وقيل: من كل فزع في القيامة { ومن جاء بالسيئة } بالشرك والمعاصي { فكبّت وجوههم في النار } يعني يلقون على وجوههم في النار، ويقال لهم على وجه التوبيخ والذم: { هل تجزون إلا ما كنتم تعملون }، قوله تعالى: { إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة } مكة { الذي حرّمها } الله تعالى واختصّها من بين سائر البلاد بإضافة إسمه إليها لأنها أحب بلدة إليه وأكرمها عليه وأعظمها عنده، وهكذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين خرج في مهاجرة الحرورة فلما بلغ الحروة فاستقبلها بوجهه الكريم فقال: "إني أعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت" ، ووصفها بأنها محرمة لا يهتك حرمتها إلا ظالم، وقيل: إن الله تعالى حرم الاستحقار بها وأوجب التعظيم لها، قوله تعالى: { وله كل شيء } خلقاً وملكاً { وأمرت أن أكون من المسلمين } { وأن أتلو القرآن } أي أقرأ عليهم القرآن { فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } لأن نفعه يعود عليه { ومن ضل } يعني ضل عن الدين { فقل إنما أنا من المنذرين } يعني ليس علينا إلا الاعلام { وقل } يا محمد { الحمد لله } على نعمه { سيريكم آياته }، قيل: أشراط الساعة، وقيل: سيريهم الله من آياته التي تلجئهم إلى المعرفة والإِقرار بأنها آيات الله وذلك حين لا تنفعهم المعرفة في الآخرة، وقيل: ما نزل بهم يوم بدر { فتعرفونها } حينئذٍ { وما ربك بغافل } أي لا يخفى عليه شيء { عما تعملون } فيجازيهم على ذلك.