{يا بني إنها إن تك مثقال حبَّة} أي قدر حبةٍ {من خردلٍ} وزن حبة خردل {فتكن في صخرة} وهي الصخرة الذي تحت الأرض وهي السجين يكتب فيها أعمال الكفار {أو في السماوات} في العالم العلوي {أو في الأرض} السفلى {يأت بها الله} أي يجازي بها يوم القيامة {إن الله لطيف خبير} {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف} أي بالطاعات {وانه عن المنكر} أي المعاصي {واصبر على ما أصابك} يجوز أن يكون عاماً في كل ما يصيبه من المحن {إن ذلك من عزم الأمور} الواجبة التي أمر الله بها {ولا تصعر خدك للناس} يعني أقبل على الناس بوجهك تواضعاً ولا تولّهم بشق وجهك وصفحته كما يفعل المتكبرون، وقيل: هو الذي إذا سلّم عليه أحد لَوَى عنقه تكبراً، وقيل: هو يكون بينك وبينه شيء فإذا لقيته أعرضت، وقيل: لا تحتقر الفقير وليكن الفقير والغني عندك سواء {ولا تمشِ في الأرض مرحاً} أي بطراً {إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور} أي متكبراً على الناس {واقصد في مشيك} قيل: تواضع ولا تتكبر وليكن مشيك قصد {واغضض من صوتك} وانقص منه واقصر من قولك {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} فشبَّه الرافعين أصواتهم بالحمير وتمثيل أصواتهم بالنهاق، وعن زيد بن علي: أراد بالحمير الحمير من الناس وهم الجهال شبَّههم بذلك وهو أحسن ما قيل فيه قاله الحاكم {ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض} أي ألم تعلموا أنه سخّر لمنافعكم ما في السماوات من الشمس والقمر والنجوم والسحاب والأمطار وما في الأرض من الحيوان وغير ذلك مما تنتفعون به {وأسبغ عليكم} أي أنعم وأتم {نعمه ظاهرة وباطنة} قيل: الظاهرة الدين والباطنة ما غاب عن العباد وعلمه الله، وقيل: الظاهرة الرزق من حيث يحتسب والباطنة الرزق من حيث لا يحتسب، وقيل: الظاهرة المدخل للغذاء والباطنة المخرج للأذى، وقيل: الظاهرة الإِسلام والباطنة الستر {ومن الناس من يجادل في الله} الآية نزلت في النضر بن الحارث {بغير علم} بغير حجة موجبة للعلم {ولا هدى ولا كتاب} أنزله الله تعالى {منير} أي واضح {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله} على محمد وهو القرآن {قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير} وهي نار جهنم فإنه يدعوهم إلى موجباتها وهو الكفر والمعاصي.