{ الحمد لله } وهو صفة بأسمائه الحسنة وصفاته العليا وشكره على نعمه في الدين والدنيا { الذي له ما في السماوات وما في الأرض } ملكاً وخلقاً { وله الحمد في الآخرة } وهو المحمود على أفعاله المستحق للحمد في الدارين لكونه منعماً فيهما { وهو الحكيم } الذي أحكم أمور الدارين ودبرهما بحكمته { الخبير } بكل كائن يكون { يعلم ما يلج في الأرض } من الغيب والكنوز والأموات { وما يخرج منها } من الشجر والنبات لا يعلمها إلا هو { وما ينزل من السماء } من الأمطار والثلوج والبرد والصواعق والأرزاق والملائكة وأعمال العباد { وهو الرحيم الغفور } للمفرطين في أداء مواجيب شكرها وغفور لذنوبهم إذا تابوا { وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل } يا محمد { بلى } تأتيهم الساعة { وربي } أخبر به وأكده باليمين { عالم الغيب } يعني يعلم كل ما يغيب لا تخفى عليه خافية لأنه عالم لذاته فلا يختص بمعلوم دون معلوم { لا يعزب عنه } أي لا يغيب عن علمه { مثقال ذرة } وهي النملة { في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلاَّ في كتاب مبين } يعني محفوظ عنده، وقيل: في اللوح المحفوظ { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي ليكافي من آمن وعمل صالحاً بما يستحقه من الثواب { أولئك لهم مغفرة ورزق كريم } أي هنيء لا يكدره شيء يعني في الجنة { والذين سعوا في آياتنا } أي في حجتنا { معاجزين } أي عملوا في إبطالها وهو الكتاب وسائر المعجزات وسعيهم ردها بالتكذيب، وقيل: سعيهم دعاءهم إلى الكفر، وقوله: { معاجزين } أي منافقين، أي يحسبون أنهم يعجزوننا ويفوتوننا، وقرئ معجزين { أولئك لهم عذاب من رجزٍ أليم } قيل: هي الأمور الكريهة، وعن قتادة: الرجز سوء العذاب.