{ والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضي عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور } { وهم يصطرخون فيها } أي يستغيثون بصوت عالٍ لما نالهم من العذاب يقولون: { ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل } في الدنيا، فيقول الله مجيباً لهم: { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر } أي لسنا أبقيناكم وعمرناكم مدة طويلة قيل: أربعون سنة، وقيل: ستون عن ابن عباس، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "أكثر أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين" { وجاءكم النذير } قيل: هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم عن ابن عباس وأبي علي وجماعة، وقيل: القرآن، وقيل: هو الشيب، وروي في العجائب والغرائب أن النذير هو العقل { فذوقوا } العذاب { فما للظالمين من نصير } { إن الله عالم غيب السماوات والأرض } أي اتقوا معاصيه فإنه عالم بجميع ذلك وبما في الصدور فيجازيكم به { هو الذي جعلكم خلائف } يا أمة محمد { فمن كفر فعليه كفره } أي يعود وباله وضرره عليه { ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتاً } وهو أشد البغض، وقيل: عذاباً { ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خساراً } قيل: هلاكاً { قل } يا محمد أو أيها السامع لهؤلاء الكفار { أرأيتم شركاءكم الذين } أشركتموهم في أموالكم وهي الأوثان، وقيل: أشركتموهم في العبادة { الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض } حتى يستحق على ذلك الشرك في الإِلهيَّة، وقيل: ما خلقوا في الأرض من شيء أم لهم مع الله شريك في خلق السماوات { أم آتيناهم كتاباً } يدل على ما هم عليه { فهم على بينة منه } أي حجة، يعني لا دليل لهم عقلاً ولا سمعاً وإنما اعتقدوا تقليداً { بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضاً إلا غروراً } يعني أن ذلك منهم غروراً، وهو قولهم: إن هؤلاء شفعاؤنا عند الله { إن الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا } كراهة أن تزولا، أي يمنعهما من أن تزولا لأن الإِمساك منع { إنه كان حليماً غفوراً } غير معاجل بالعقوبة.