التفاسير

< >
عرض

فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ
١١
بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ
١٢
وَإِذَا ذُكِّرُواْ لاَ يَذْكُرُونَ
١٣
وَإِذَا رَأَوْاْ آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ
١٤
وَقَالُوۤاْ إِن هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ
١٥
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ
١٦
أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ
١٧
قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ
١٨
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ
١٩
وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
٢٠
هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢١
ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ
٢٢
مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ
٢٣
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ
٢٤
مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ
٢٥
بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ
٢٦
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ
٢٧
قَالُوۤاْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ
٢٨
قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
٢٩
وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ
٣٠
فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ
٣١
فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ
٣٢
-الصافات

تفسير الأعقم

{ فاستفتهم } أي استخبرهم { أهم أشد خلقاً }، قيل: أراد كفار مكة، وقيل: نزلت في أيام الأسد بن كلدة، قيل: هذا سؤال تقرير، وقيل: سؤال توبيخ { أمّن خلقنا } يريد ما ذكر من خلائقه من الملائكة والسماوات والأرض والمشارق والكواكب والشهب الثاقب والشياطين، وقيل: أراد الأمم الماضية، وقيل: أهلكناهم بذنوبهم { إنَّا خلقناهم من طين لازب } أي لازم يعني آدم (عليه السلام) { بل عجبت } من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة وهم يسخرون منك ومن تعجبك، أو من إنكارهم البعث وهم يسخرون من أمر البعث { وإذا ذكروا لا يذكرون } إذا وعظوا لا يتعظون { وإذا رأوا آية } من آيات الله كانشقاق القمر وغيره { يستسخرون } يبالغون في السخريَّة { وقالوا إن هذا } القرآن وسائر ما يذكره الرسول { إلا سحر مبين } { أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون } { أو آباؤنا الأولون } أي كيف يبعث آباؤنا بعد أن صاروا تراباً { قل نعم وأنتم داخرون } صاغرون، والمعنى تبعثون وأنتم داخرون صاغرون { فإنما هي } جواب شرط مقدر تقديره إذا كان ذلك فما هي إلا { زجرة واحدة } وهي النفخة الثانية، والزجرة الصيحة من قولك زجر الراعي الابل والغنم إذا صاح عليها { فإذا هم ينظرون } إحياء، وقيل: ينظرون إلى ما نزل بهم، وقيل: ينظر بعضهم إلى بعض: { وقالوا يا ويلنا } يدعون بالويل لما عاينوا من العذاب { هذا يوم الدين } يوم الجزاء والحساب، هذا من كلام الكفرة بعضهم لبعض إلى قوله: { احشروا الذين } أو يكون من كلام الملائكة بعضهم لبعض { هذا يوم الفصل } أي يوم يفصل الله بين عباده { الذي كنتم به تكذبون } يعني يكذبون الرسل { احشروا الذين ظلموا } الناس أو ظلموا الرسل بالتكذيب { وأزواجهم } أشباههم، وقيل: أتباعهم، وقيل: أزواجهم المشركات { وما كانوا يعبدون } { من دون الله } في الدنيا مثل الأصنام، وقيل: الشياطين الذين أطاعوهم { فاهدوهم }، قيل: ادعوهم، وقيل: دلوهم { إلى صراط الجحيم }، قيل: طريق النار { وقفوهم إنهم مسؤولون }، قيل: هذه مساءلة توبيخ، وقيل: عن قول لا إلا إلاَّ الله، وقيل: عن خطاياهم، وقيل: عن جميع أحوالهم وأفعالهم { ما لكم لا تناصرون } يقال لهم توبيخا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضاً في دفع العذاب؟ { بل هم اليوم مستسلمون }، قيل: خاضعين عن ابن عباس، وقيل: منقادين { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون }، قيل: الاتباع والمتبوعون، وقيل: الانس على الجن { إنكم كنتم تأتوننا } أي من جهة النصيحة، وقيل: انتم صدتمونا { عن اليمين } أي أصحاب الجنة، وقيل: عن طريق الجنة { قالوا } الرؤساء مجيبين { بل لم تكونوا مؤمنين } { وما كان لنا عليكم من سلطان } أي قوة تكرهكم على الكفر { بل كنتم قوماً طاغين } أي جاوزتم الحد في العصيان { فحقّ علينا قول ربنا } أي وجب علينا { إنا لذائقون } { فأغويناكم إنا كنا غاوين } فأردنا إغواءكم لتكونوا مثلنا.