التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ
٣٥
فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ
٣٦
وَٱلشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ
٣٧
وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ
٣٨
هَـٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
٣٩
وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ
٤٠
وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ
٤١
ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ
٤٢
وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ
٤٣
وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ
٤٤

تفسير الأعقم

{ قال رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب }، قال جار الله: دعاه فقال: { فسخّرنا له الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب } { والشياطين } أي سخرنا { كل بناء وغوّاص } يغوصون في البحر ويستخرجون اللآلئ والحلي { وآخرين } هم المردة الكفرة { مقرنين في الأصفاد }، قيل: القيود، وقيل: الأغلال، وقيل: السلاسل تجمع اليدين إلى العنق { هذا عطاؤنا } يا سليمان { فامنن } اعط { أو أمسك } ولا تعط { بغير حساب } أي أعط كما شئت أو أمسك كما شئت بغير حساب { وإن له عندنا لزلفى } لقربى { وحسن مآب } أي حسن مرجع { واذكر عبدنا } إضافة إلى نفسه تشريفاً لأيوب { إذ نادى ربه } دعاه { أني مسّني } الضر { الشيطان بنصب } ومشقة { وعذاب } بوسوسة يقول: ذهب الأهل والمال وطال مرضك، وذكر في سبب بلائه أن رجلاً استغاثه على ظالم فلم يغثه، وقيل: كانت مواشيه في ناحية ملك كافر فداهنه، وقيل: أعجب بكثرة ماله { اركض برجلك } أي اضرب برجلك الأرض فنبعت عين فقيل له: { هذا مغتسل بارد وشراب } أي هذا ما يغتسل به ويشرب منه، وقيل: نبعت له عينان فاغتسل من أحدهما وشرب من الأخرى فذهب الداء من ظاهره وباطنه بإذن الله، قيل: ضرب برجله اليمنى فنبعت عين فاغتسل منها ثم اليسرى فنبعت باردة فشرب منها { ووهبنا له أهله } أعطيناه، وقيل: زال وجعه ورجع أهله، وقيل: كانوا مائة فأحياهم، ويخيل أنهم كانوا مرضى فشفاهم، وقيل: عافاه وقوّاه حتى كثر ماله وأولاده { رحمة منا } أي نعمة على أيوب { وذكرى لأولي الألباب } أي تذكرة وموعظة لذوي العقول { وخذ بيدك ضغثاً } أي قلنا خذ بيدك ضغثاً والضغث الحزمة الصغيرة من حشيش أو ريحان أو غير ذلك، وعن ابن عباس (رضي الله عنه): قبضه من الشجر كان حلف في مرضه ليضرب امرأته إذا برئ فحلل الله يمينه بأهون شيء عليه وعليها لحسن خدمتها وهذه الرخصة ثابتة، وكان السبب في يمينه أنها أبطأت عليه ذاهبة في حاجة فضاق صدره، وقيل: باعت ذوابتها برغيفين وكانت متعلق أيوب (عليه السلام) إذ قام، وقيل: قال لها الشيطان: اسجدي لي سجدة فأرد عليكم أموالكم وأولادكم فأدركتها العصمة فذكرت ذلك له فحلف { إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب }.