التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ
١٣
فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ
١٤
رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ
١٥
يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ
١٦
ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
١٧
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ
١٨
يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ
١٩
-غافر

تفسير الأعقم

{ هو الذي يريكم آياته } من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها { وينزل لكم من السماء رزقاً } يعني المطر { وما يتذكر إلا من ينيب } وما يتيقظ ويتذكر بآيات الله إلا من ينيب من يتوب من الشرك ويرجع إلى الله من المعاصي بالتوبة { فادعوا الله مخلصين له الدين } أي الطاعة والعبادة { ولو كره الكافرون } { رفيع الدرجات }، كقوله: { { ذي المعارج } [المعارج: 3] وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش، وعن ابن جبير سماء فوق سماء والعرش من فوقهن، وقيل: هي درجات ثوابه التي ينزلها أولياءه في الجنة { ذو العرش } أي خالقه ومالكه، وقيل: العرش الملك أي ذو الملك { يلقي الروح } أي ينزل الوحي، وقيل: يرسل جبريل، وقيل: ينزل القرآن، وقيل: هو كل كتاب أنزله الله { بأمره على من يشاء من عباده } ممن يعلم أنه يصلح أن ينذر أي يخوف { يوم التلاق } أي يوم القيامة، وسمي بذلك لأنه يلتقي فيه الأولون والآخرون، وقيل: يلتقي أهل السماء وأهل الأرض ويلقى المرء مع عمله، وقيل: يلتقي الظالم والمظلوم، وقيل: العابد والمعبود، وقيل: يلتقي كل واحد مع قرينه { يوم هم بارزون } من القبور فلا يستترون بشيء { لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم } يعني يوم القيامة { لله الواحد القهار } حكاية لمن سأل عنه في ذلك اليوم، ومعناه أنه ينادي منادي فيقول: { لمن الملك }؟ فيجيبه أهل الحشر: لله الواحد القهار، وقيل: يجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يعص الله فيها قط فأول ما يتكلم به ينادي منادي { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } { اليوم تجزى كل نفسٍ } الآية وهذا يقتضي أن يكون المنادي هو المجيب، لما قرر أن الملك لله وحده في ذلك اليوم عدّد نتائج ذلك اليوم، وهو أن كل نفس تجزى { بما كسبت } والظلم مأمون لأن الله ليس بظلاّم للعبيد { إن الله سريع الحساب } إن الحساب لا يبطئ لأن الله لا يشغله حساب عن حساب، فيحاسب الخلق كله في وقت واحد وهو أسرع الحاسبين، وعن ابن عباس: إذا أخذ في حسابهم لم يقل لأهل الجنة إلا فيها ولم يقل لأهل النار إلا فيها { وأنذرهم يوم الأزفة }، قيل: هو يوم القيامة لأن كل آت قريب وهو الذي يعرب القلوب ويبلغ الأرواح إلى الصدور والحناجر، يعني من الخوف زالت عن صدورهم فتعلقت بحلوقهم فلا هي تعود إلى مكنتها ولا تخرج فيموتون { كاظمين } لها أي للقلوب والنفوس { ما للظالمين } يومئذ { من حميم } قريب وصديق { ولا شفيع يطاع } أي يخاف فيطاع محار { يعلم خائنة الأعين }، قيل: فيه تقديم وتأخير أي يعلم الأعين الخائنة، وقيل: هو مسارقة النظر إلى المرأة عن ابن عباس، وقيل: نظر العين إلى ما نهى الله عنه { وما تخفي الصدور } أي يعلم سرائر الصدور.