التفاسير

< >
عرض

وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ
٥٨
إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَـةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ
٥٩
وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
٦٠
ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ
٦١
ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ خَـٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ
٦٢
كَذَلِكَ يُؤْفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ
٦٣
ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٦٤
هُوَ ٱلْحَيُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَـٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٦٥
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلْبَيِّنَـٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
٦٦
-غافر

تفسير الأعقم

{ وما يستوي الأعمى والبصير } أي لا يستوي من أهمل نفسه فهو كالأعمى فهو لا يبصر شيئاً ومن يتفكر فيعرف الحق، وكذلك لا يستوي { والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء } الذي يعمل الصالحات { قليلاً ما تتذكرون } أي قلّ تفكرهم في العواقب { إن الساعة لآتية لا ريب فيها } أي لا شك في مجيئها { ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } أي لا يصدقون بها { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } قال ابن عباس: أفضل العبادة الدعاء، وعن ابن عباس أيضاً: وحدوني اغفر لكم وهذا تيسير الدعاء بالعبادة، ثم العبادة بالتوحيد، وفي حديث آخر: "الدعاء هو العبادة" { إن الذين يستكبرون عن عبادتي } قيل: توحيدي وطاعتي { سيدخلون جهنم داخرين } صاغرين { الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه } يعني محلاً لسكونكم يسكن فيه كل الحيوان ويستريحون من الكد والتعب { والنهار مبصراً } أي خلق النهار مضيئاً تبصرون فيه مصالح دنياكم { إن الله لذو فضل } بهذه النعم عليكم { ولكن أكثر الناس لا يشكرون } لجهلهم بالنعم والمنعم { ذلكم } يعني من أنعم عليكم هذه النعم { الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو } أي لا يستحق العبادة غيره { فأنى تؤفكون }، قيل: تصرفون عن هذه الأذية مع وضوحها، وقيل: كيف تصرفون عن عبادته مع هذه النعم التي أنعم عليكم بها { كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون }، قيل: كما صرف هؤلاء عن الحق كذلك تصرفون عن الثواب وطريق الجنة جزاء على إفكهم، وقيل: يؤفك يهلك من كان قبلهم بآيات الله يجحدون { الله الذي جعل لكم الأرض قراراً } مستقراً تستقرون عليه فخلق فيها السكون { والسماء بناءً } كالسقف للأرض { وصوّركم فأحسن صوركم } لأن صورة الإِنسان أحسن الصور { ورزقكم من الطيبات } فجعل كل طيب ولذيذ رزقاً للناس { ذلكم الله ربكم } أي خالق هذه الأشياء هو خالقكم { فتبارك الله رب العالمين } هو إشارة إلى إنما يمدح به لأنه الحي لم يزل ولا يزال { فادعوه } أي اعبدوه { مخلصين له الدين } أي مخلصون له العبادة { الحمد لله } أي أحمده على هذه النعم { رب العالمين } وعن ابن عباس: من قال: لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله } أي تدعونه إلهاً وتعبدونه وهي الأوثان { لما جاءني البينات من ربي } أي أعطاني الحجج { وأمرت أن أسلم لرب العالمين }، قيل: انقاد له، وقيل: أخلص العبادة له.