{فإما نذهبن بك} نميتك {فإنا منهم منتقمون} أي نعاقبهم على فعلهم {أو نرينك الذي وعدناهم} قيل: هو القتل والأسر {فإنا} على هلاكهم {مقتدرون} {فاستمسك بالذي أوحي إليك} من القرآن والشرائع {إنك على صراط مستقيم} طريق واضح {وإنه} يعني القرآن {لذكر لك ولقومك} تذكرون به أمر دينكم قيل: أمر ووعظ أذكركم به وهو مكة تجمع أمتك {وسوف تسألون} عما تفعلون من قبوله والعمل به ومن الاعراض عنه {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} والسؤال مجاز عن النظر به أديانهم هل جاءت بعبادة الأوثان قط في ملة من الملل، وقيل: معنى مثل أمم من أرسلنا وهم أهل الكتابين التوراة والانجيل، وعن الفرا: إنما يخبرونه عن كتب الرسل فإذا سألهم فكأنهم سئلوا، قيل: الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمراد إقامة الحجة على غيره {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} بالحجج والمعجزات {إلى فرعون وملئه} أي إلى الجماعة من قومه {فقال إني رسول رب العالمين} {فلما جاءهم بآياتنا} أي أظهر معجزات لهم وهو اليد والعصا {إذا هم منها يضحكون} استهزاء واستخفافاً {وما نريهم من آية إلاَّ هي أكبر من أختها} قيل: هي أعجب في أبصارهم من التي مضى قبلها {وأخذناهم بالعذاب} قيل: بالسنين والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم {لعلهم يرجعون} إلى الحق {وقالوا} يعني قوم فرعون حين رأوا العذاب شملهم وأيقنوا أن فرعون لا يقدر على كشف ما رجعوا إلى موسى متطوعين {وقالوا يا أيها الساحر} قيل: كان الساحر عندهم العالم ولم يكن صفة ذم عن أبي علي، وقيل: قالوا له ذلك لجهلهم، وقيل: استهزاء، والأصح أنهم أرادوا تعظيمه لأنهم جاؤوا متضرعين {ادع لنا ربك بما عهد عندك} أي أخبرك إذا آمنا كشف عنا العذاب {إننا لمهتدون} نؤمن بما تدعونا إليه {فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون} عهودهم مصرين على الكفر.