التفاسير

< >
عرض

حـمۤ
١
وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ
٢
إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ
٣
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
٤
أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
٥
-الدخان

تفسير الأعقم

{ حم } قد بينا ما قالوا فيه قيل: أقسم بالكتاب وهو القرآن وسورة حم، وقيل: برب الكتاب ومنزله عن أبي علي { المبين } لأنه بين مصالح المخلوقين وما يحتاجون اليه في الدين { إنَّا أنزلناه } يعني القرآن { في ليلة مباركة } هي ليلة القدر، وقيل: ليلة النصف من شعبان ولها أربعة أسماء: الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصك، وليلة الرحمة، وقيل: بينها وبين ليلة القدر أربعون ليلة لأن الله يكتب لعباده المؤمنين البراءة في هذه الليلة، وقيل: هي مختصة بخمس خصال تفريق { كل أمر حكيم } وفضيلة العبادة فيها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من صلى هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله اليه مائة ملك، ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا، وعشر تصدّ عنه مكائد الشيطان" ونزول الرحمة، قال (عليه السلام): "أن الله يرحم من أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أنعام بني كلب" وحصول المغفرة، قال (عليه السلام): "ان الله يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة إلا لكاهن أو لساحر أو مدمن خمر أو عاق لوالديه أو قاطع رحم"، وقيل: ليلة النصف من شعبان، وقيل: أنزل القرآن إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل نجوماً على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: ابتدأ بانزاله في ليلة القدر { مباركة } لأن الله يقسّم فيها رحمته بين العباد من السنة إلى السنة ويعفو ويقسم الرزق { إنَّا كنا منذرين } مخوفين لهم أن عصوا بالعقاب فيها في هذه الليلة { يفرق } ويقضي { كل أمر حكيم } قيل: مبرم فيها كل أحد وعمل ورزق وما يكون في تلك السنة { من عندنا } يعني الفصل يكون بأمرنا { إنا كنا مرسلين } بذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: مرسلين الأنبياء إلى الخلق، وقيل: مرسلين الملائكة إلى الأنبياء.