{ إنما الحياة الدنيا لعب ولهو }، قيل: أراد التشبيه كاللعب واللهو هو سرعة الانقطاع { وأن تؤمنوا بالله وتتقوا يؤتكم } يعطكم ربكم { أجوركم } أي ثواب حسناتكم { ولا يسألكم أموالكم } أي لا يسألكم جميعها إنما يقبض منكم ربع العشر، وقيل: لا يسألكم الرسول على أداء الرسالة أجراً أموالاً تعطونه، وقيل: لا يسألكم أموالكم وإنما يسأل أموال الله المفروضة في أموالكم { إن يسألكموها } كناية عن الله أو عن الرسول { فيحفكم } أي يلح عليكم ويلحف، وقيل: الإحفاء أن يأخذ جميع ما في يده { تبخلوا } بذلك وتمنعوا الواجب { ويخرج أضغانكم } وحقدكم وعدوانكم، وقيل: يخرج الله تعالى إلى المشقة التي في قلوبكم { ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله } أي دعاكم الله والرسول لتنفقوا بعض أموالكم في سبيل الله ووعدكم الثواب الجزيل { فمنكم من يبخل } مع الايمان بالله ويمنع الواجب من النفقة، يعني إذا كان المؤمن يبخل فكيف من لا يؤمن { ومن يبخل } يمنع الواجب { فإنما يبخل عن نفسه } لأنه يحرمها مثوبة عظيمة ويلزمها عقوبة دائمة { والله الغني } عن صدقاتكم { وأنتم الفقراء } المحتاجون إلى ثوابه والفقراء إلى الجزاء { وإن تتولوا } وتعرضوا عن الحق وما لزمكم من الانفاق { يستبدل قوماً غيركم } يعني أنه تعالى يأتي بقوم غيركم بدلاً منكم { ثم لا يكونوا أمثالكم } في الطاعة بل يكونوا خيراً منكم خلقاً سواكم راغبين في الإِيمان والتقوى، وقيل: هم الملائكة، وقيل: الأنصار، وعن ابن عباس والنخعي وعن الحسن: العجم، "وسُئِل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن القوم وكان سلمان إلى جنبه فضرب على فخذه فقال: هذا وقومه وقال: والذي نفسي بيده لو كان الايمان منوط بالثريا لتناوله رجال من فارس" .