التفاسير

< >
عرض

قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ
١
بَلْ عَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ
٢
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ
٣
قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ
٤
بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ
٥

تفسير الأعقم

{ ق } قيل: اسم من أسماء الله تعالى عن ابن عباس، وقيل: افتتاح أسماء الله تعالى نحو قديم وقادر وقاهر وقريب، وقيل: اسم من أسماء القرآن، وقيل: اسم للسورة عن الحسن وأبي علي، وقيل: جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء السماء منه، وقيل: اسم للسورة فكأنه قال: أقسم بهذه السورة تنبيهاً على عظمها، وقيل: القسم برب القرآن كأنه قال: وبرب ق { والقرآن } وسمي القرآن لجمعه { المجيد } الكريم على الله العظيم في نفسه الكثير الخير والنفع وفيه حذف، أي لتبعثن يوم القيامة، وقد قيل أنه جواب القسم، وقيل: جوابه قد علمنا، وقيل: { بل عجبوا } فلما وعدهم بالبعث أنكروا فقال سبحانه: { بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم } أي رسول مخوف يخوفهم عقاب الله، وقيل: يخوفهم بالبعث، وقيل: عجبوا من كون الرسول بشراً منهم { فقال الكافرون هذا شيء عجيب } ثم بيَّن ماذا تعجبهم فقالوا: { أئذا متنا وكنا تراباً } فيه حذف، أي لنبعث، ثم أنكروا فقالوا: { ذلك رجع بعيد } أي رجع إلى حال الحياة بعيد، فأجابهم الله تعالى بأنه لا موضع للعجب والإِنكار فإنه القادر على الإِعادة والعالم بالأجزاء المتفرقة فما المانع من الإِعادة فقال سبحانه: { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } أي ما أكل من لحومهم وعظامهم حتى صاروا تراباً مفترقاً، وقيل: معناه قد علمنا ما يبقى منهم وما يفنى { وعندنا كتاب حفيظ } محفوظ من الشياطين ومن التغيير وهو اللوح المحفوظ، وقيل: كتاب الموكل بهم يكتبون أعمالهم فهو محفوظ للجزاء إلى وجوب الإِعادة مفاخراً: { بل كذّبوا بالحق لما جاءهم } قيل: بالقرآن، وقيل: بالرسول، فمرة قالوا: مجنون، ومرة قالوا: كاهن، ومرة قالوا: ساحر { فهم في أمرٍ مريج } مختلط، وقيل: في ضلالة، وقيل: مختلف، وقيل: ملتبس.