التفاسير

< >
عرض

وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً
١
فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً
٢
فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً
٣
فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً
٤
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ
٥
وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَٱقِعٌ
٦
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ
٧
إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ
٨
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ
٩
قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ
١٠
ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ
١١
يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٢
يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ
١٣
ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ
١٤
-الذاريات

تفسير الأعقم

{ والذاريات } وهي جمع ذارية وهي ذرت التراب إذا طيرته، وهو الريح الوسط فإذا زادت فهي عاصف، سُئِل أمير المؤمنين وهو يخطب على المنبر ما { الذاريات ذرواً }؟ قال: "الرياح" { فالحاملات وقراً } قال: "السحاب" { فالجاريات يسراً } قال: "السفن" { فالمقسمات أمراً } قال: "الملائكة"، وقيل: الذاريات الرياح تحمل السحاب التي قد أوقرها بثقله من بلد إلى بلد، { والجاريات يسراً } قيل: السحاب تجري بما يسّر الله لها، { فالمقسمات أمراً } الملائكة يقسمون ما كلفها الله تعر من أرزاق العباد، وقيل: المقسمات أيضاً الرياح تقسم المطر فيصيب قوماً دون قوم وبلداً دون بلد { إنَّما توعدون } من الثواب والعقاب { لصادق } أي بصدق { وإن الدين } قيل: الجزاء، وقيل: الحساب { لواقع } كائن لا محالة { والسماء ذات الحبك } قيل: اقسم بنفس السماء لما فيها من الدلائل على صانع قادر عالم وما فيها من عجائب الصنعة، وقيل: القسم برب السماء ذات الحبك، قيل: ذات الخلق الحسن المستوي، وقيل: ذات الزينة، وقيل: ذات الطرائق { إنكم لفي قول مختلف } في الدين، وقيل: في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقولون: شاعر ساحر كذّاب مجنون، وقيل: في البعث، وقيل: في القرآن { يؤفك عنه من أفك } يصرف عن الحق من أفك وقيل: الصارف علماء السوء وأئمة الضلال ورؤساء البدع لأن القوم تبع لهم { قتل الخرّاصون } لُعِنَ الكذابون، وقيل: المرتابون، وقيل: الكهنة { الذين هم في غمرة ساهون } { يسألون أيان يوم الدين } يعني متى يوم الدين وهو وقت الجزاء إنكارٌ واستهزاء فقال تعالى: { يوم هم على النار يفتنون } أي يعذبون ويحرقون وتقول لهم الخزنة: { ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون }.