{هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} سماهم ضيفاً من غير أن يأكلوا من طعامه لأنهم دخلوا مدخل الأضياف واختلفوا في عدهم قيل: كانوا اثنا عشر ملكاً، وقيل: جبريل ومعه سبعة، وقيل: ثلاثة المكرمين من عند الله {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً} أي سلموا عليه سلاماً {قال سلامٌ قومٌ منكرون} قيل: غرباء لا نعرفهم، وقيل: لأنهم دخلوا من غير إذن {فراغ إلى أهله} أي مال إليهم {فجاء بعجل سمين} {فقرّبه إليهم} شويّاً، و{قال ألا تأكلون} تحريصاً على الأكل، وقيل: امسكوا فقال: ألا تأكلون {فأوجس منهم خيفة} وفي الكلام حذف فلما لم يأكلوا فدخل في نفسه خيفة منهم وأوجس منهم أنهم لصوص أو كفار يريدون هلاكه، وقيل: ظنّ أنهم ملائكة وأنهم لا يحضرون إلا له، وقيل: دعوا الله فأحيى الله تعالى ذلك العجل فعلم أنهم ملائكة، فـ {قالوا لا تخف} وقوله تعالى: {وبشّروه بغلام عليم} أي مبلغ ويعلم، وقيل: نبي وهو إسحاق {فأقبلت امرأته} سمعت البشارة وأقبلت، وقيل: أخبرها إبراهيم {في صرة} قيل: صيحة {فصكّت} قيل: ضربت بأطراف أصابعها جبهتها، وقيل: لطمت {وجهها} قال الحسن: أقبلت إلى بيتها وكانت في زواية تنظر إليهم لأنها وجدت حرارة الدم ولطمت وجهها من الحياء {وقالت عجوز عقيم} أي تلد عجوز عاقر كانت بنت تسع وتسعين سنة {قالوا} ذلك {كذلك قال ربك} أي أتعجبين من قدرة الله فإنه حكيم عليم {قال فما خطبكم أيها المرسلون} أي فما شأنكم وما ظنكم ولأي أمر جئتم أيها المرسلون {قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين} يعني قوم لوط أرسلنا لنهلكهم {لنرسل عليهم حجارة من طين} يريد السجيل وهو طين طبخ الآجر حتى صار فيه صلابة الحجار {مسوّمةً} معلمة على كل واحدة منها اسم من يهلك به، وقيل: معلمة بأنها من حجارة العذاب {عند ربك} أي معدّة في حكمه {للمسرفين} المجاوزين الحد في العصيان {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين} {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} دليل على أن الايمان والإِسلام واحد وإنهما صفتا مدح، قيل: هم لوط وابنتاه (عليهم السلام)، وقيل: كان لوط وأهل بيته، عن قتادة: لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله {وتركنا فيها آية} يعتبر بها الخائفون دون القاسية قلوبهم، وقيل: ما اسود منتن {وفي موسى} معطوف على {وفي الأرض آيات}، أو على قوله: {وتركنا فيها آية} على معنى وجعلنا في موسى {إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين} أي بحجة {فتولى} أي أعرض عن قبول الحق {بركنه} بعزته من جنوده وقومه {وقال} موسى {ساحر أو مجنون} لا عقل له {فأخذناه وجنوده} أي عاقبناهم {فنبذناهم} أي ألقيناهم كما يلقى {في اليم} أي في البحر {وهو مليم} يعني موسى فعل ما تلام عليه {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم} التي لا تلقح شجراً ولا تنشر سحاباً، وقيل: لم يكن فيه إلا خروج، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "نصرت بالصبا وأهلك عاد بالدبور" {ما تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم} قيل: كالطعام، وقيل: كالنبات إذا يبس، وقيل: كالشيء الهالك، وقيل: كالتبن، وقيل: كالتراب.