التفاسير

< >
عرض

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ
٢٤
إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ
٢٥
فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ
٢٦
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ
٢٧
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ
٢٨
فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ
٢٩
قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ
٣٠
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ
٣١
قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ
٣٢
لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ
٣٣
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ
٣٤
فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٣٥
فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٣٦
وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٣٧
وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٣٨
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٣٩
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
٤٠
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ
٤١
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ
٤٢
-الذاريات

تفسير الأعقم

{ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين } سماهم ضيفاً من غير أن يأكلوا من طعامه لأنهم دخلوا مدخل الأضياف واختلفوا في عدهم قيل: كانوا اثنا عشر ملكاً، وقيل: جبريل ومعه سبعة، وقيل: ثلاثة المكرمين من عند الله { إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً } أي سلموا عليه سلاماً { قال سلامٌ قومٌ منكرون } قيل: غرباء لا نعرفهم، وقيل: لأنهم دخلوا من غير إذن { فراغ إلى أهله } أي مال إليهم { فجاء بعجل سمين } { فقرّبه إليهم } شويّاً، و{ قال ألا تأكلون } تحريصاً على الأكل، وقيل: امسكوا فقال: ألا تأكلون { فأوجس منهم خيفة } وفي الكلام حذف فلما لم يأكلوا فدخل في نفسه خيفة منهم وأوجس منهم أنهم لصوص أو كفار يريدون هلاكه، وقيل: ظنّ أنهم ملائكة وأنهم لا يحضرون إلا له، وقيل: دعوا الله فأحيى الله تعالى ذلك العجل فعلم أنهم ملائكة، فـ { قالوا لا تخف } وقوله تعالى: { وبشّروه بغلام عليم } أي مبلغ ويعلم، وقيل: نبي وهو إسحاق { فأقبلت امرأته } سمعت البشارة وأقبلت، وقيل: أخبرها إبراهيم { في صرة } قيل: صيحة { فصكّت } قيل: ضربت بأطراف أصابعها جبهتها، وقيل: لطمت { وجهها } قال الحسن: أقبلت إلى بيتها وكانت في زواية تنظر إليهم لأنها وجدت حرارة الدم ولطمت وجهها من الحياء { وقالت عجوز عقيم } أي تلد عجوز عاقر كانت بنت تسع وتسعين سنة { قالوا } ذلك { كذلك قال ربك } أي أتعجبين من قدرة الله فإنه حكيم عليم { قال فما خطبكم أيها المرسلون } أي فما شأنكم وما ظنكم ولأي أمر جئتم أيها المرسلون { قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين } يعني قوم لوط أرسلنا لنهلكهم { لنرسل عليهم حجارة من طين } يريد السجيل وهو طين طبخ الآجر حتى صار فيه صلابة الحجار { مسوّمةً } معلمة على كل واحدة منها اسم من يهلك به، وقيل: معلمة بأنها من حجارة العذاب { عند ربك } أي معدّة في حكمه { للمسرفين } المجاوزين الحد في العصيان { فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين } { فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } دليل على أن الايمان والإِسلام واحد وإنهما صفتا مدح، قيل: هم لوط وابنتاه (عليهم السلام)، وقيل: كان لوط وأهل بيته، عن قتادة: لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله { وتركنا فيها آية } يعتبر بها الخائفون دون القاسية قلوبهم، وقيل: ما اسود منتن { وفي موسى } معطوف على { وفي الأرض آيات }، أو على قوله: { وتركنا فيها آية } على معنى وجعلنا في موسى { إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين } أي بحجة { فتولى } أي أعرض عن قبول الحق { بركنه } بعزته من جنوده وقومه { وقال } موسى { ساحر أو مجنون } لا عقل له { فأخذناه وجنوده } أي عاقبناهم { فنبذناهم } أي ألقيناهم كما يلقى { في اليم } أي في البحر { وهو مليم } يعني موسى فعل ما تلام عليه { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } التي لا تلقح شجراً ولا تنشر سحاباً، وقيل: لم يكن فيه إلا خروج، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "نصرت بالصبا وأهلك عاد بالدبور" { ما تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم } قيل: كالطعام، وقيل: كالنبات إذا يبس، وقيل: كالشيء الهالك، وقيل: كالتبن، وقيل: كالتراب.