التفاسير

< >
عرض

وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ
٤٣
فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ
٤٤
فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ
٤٥
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٤٦
وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
٤٧
وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ
٤٨
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
٤٩
فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٥٠
وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٥١
كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٥٢
أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ
٥٣
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ
٥٤
وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٥٥
وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ
٥٦
مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ
٥٧
إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ
٥٨
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ
٥٩
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٦٠
-الذاريات

تفسير الأعقم

{ وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا } أي انتفعوا بأعماركم ودنياكم { حتى حين } إلى وقت آجالكم { فعتوا عن أمر ربّهم } أي تعظموا واستكبروا ولم يقبلوا أمر الله { فأخذتهم الصاعقة } أي العذاب { وهم ينظرون } إليها نهاراً لا يقدرون على دفعها { فما استطاعوا من قيام } أي ما قدروا على قيام العذاب بعد نزوله { وما كانوا منتصرين } قيل: منتقمين منّا { وقوم نوح } يعني وأهلكنا قوم نوح { من قبل } أي من قبل عاد وثمود { إنهم كانوا قوماً فاسقين } خارجين عن طاعة الله { والسماء بنيناها } ألقيناها على حسن نظامها وعظمها وزينتها { بأيدٍ } بقوم { وإنا لموسعون } الرزق على الخلق، وقيل: لموسعون السماء { والأرض فرشناها } أي بسطناها { فنعم الماهدون } أي فنعم الباسطون { ومن كل شيء خلقنا زوجين } قيل: الليل والنهار والشمس والقمر والسماء والأرض والإِنس والجن، وقيل: الزوجين الذكر والأنثى { لعلكم تذكّرون } أي تفكرون فيه { ففروا إلى الله } أي اهربوا من عقابه إلى رحمته، وقيل: بإخلاص طاعته انقطعوا إليه، وقيل: فروا من مخافته إلى طاعته ومن أعدائه إلى أوليائه { إني لكم منه نذيرٌ مبين } مخوف من عقابه { ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر إني لكم منه نذير مبين } { كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون } فشبَّه حال قومه في تكذيبه بحال الأمم { أتواصوا به } يعني أوصى بعضهم بالتكذيب، وقيل: كان الأول أوصى الآخر بالتكذيب { بل هم قوم طاغون } مجاوزون الحد في العصيان { فتول عنهم } أعرض عنهم أمر بالاعراض عنهم استخفافاً بهم { فما أنت بملوم } على إقبالهم إنما عليك البلاغ { وذكّر } أي ذكّرهم بالمواعظ، وقيل: بنعم الله ليشكرونها { وما خلقت الجن والإِنس إلاَّ ليعبدون } يعني الغرض في خلقهم تعريضهم للثواب وذلك لا يحصل إلا بأداء العبادات فصار كأنه خلقهم للعبادة { ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون } لأنه غني لا يجوز عليه الحاجة فبيَّن أنه خلقهم للعبادة ولم يكلهم إلى أنفسهم { إن الله هو الرزَّاق } لجميع خلقه { ذو القوة المتين } { فإن للذين ظلموا } قيل: كفروا، وقيل: عصوا ربهم وظلموا بذلك أنفسهم، والمعنى فإن للذين ظلموا رسول الله بالتكذيب من أهل مكة لهم نصيب من عذاب الله مثل نصيب أصحابهم ونظائرهم من القرون، وعن قتادة: محلا من عذاب الله مثل محل أصحابهم { فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون } قيل: هو يوم القيامة، وقيل: يوم بدر.