{ وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا } أي انتفعوا بأعماركم ودنياكم { حتى حين } إلى وقت آجالكم { فعتوا عن أمر ربّهم } أي تعظموا واستكبروا ولم يقبلوا أمر الله { فأخذتهم الصاعقة } أي العذاب { وهم ينظرون } إليها نهاراً لا يقدرون على دفعها { فما استطاعوا من قيام } أي ما قدروا على قيام العذاب بعد نزوله { وما كانوا منتصرين } قيل: منتقمين منّا { وقوم نوح } يعني وأهلكنا قوم نوح { من قبل } أي من قبل عاد وثمود { إنهم كانوا قوماً فاسقين } خارجين عن طاعة الله { والسماء بنيناها } ألقيناها على حسن نظامها وعظمها وزينتها { بأيدٍ } بقوم { وإنا لموسعون } الرزق على الخلق، وقيل: لموسعون السماء { والأرض فرشناها } أي بسطناها { فنعم الماهدون } أي فنعم الباسطون { ومن كل شيء خلقنا زوجين } قيل: الليل والنهار والشمس والقمر والسماء والأرض والإِنس والجن، وقيل: الزوجين الذكر والأنثى { لعلكم تذكّرون } أي تفكرون فيه { ففروا إلى الله } أي اهربوا من عقابه إلى رحمته، وقيل: بإخلاص طاعته انقطعوا إليه، وقيل: فروا من مخافته إلى طاعته ومن أعدائه إلى أوليائه { إني لكم منه نذيرٌ مبين } مخوف من عقابه { ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر إني لكم منه نذير مبين } { كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون } فشبَّه حال قومه في تكذيبه بحال الأمم { أتواصوا به } يعني أوصى بعضهم بالتكذيب، وقيل: كان الأول أوصى الآخر بالتكذيب { بل هم قوم طاغون } مجاوزون الحد في العصيان { فتول عنهم } أعرض عنهم أمر بالاعراض عنهم استخفافاً بهم { فما أنت بملوم } على إقبالهم إنما عليك البلاغ { وذكّر } أي ذكّرهم بالمواعظ، وقيل: بنعم الله ليشكرونها { وما خلقت الجن والإِنس إلاَّ ليعبدون } يعني الغرض في خلقهم تعريضهم للثواب وذلك لا يحصل إلا بأداء العبادات فصار كأنه خلقهم للعبادة { ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون } لأنه غني لا يجوز عليه الحاجة فبيَّن أنه خلقهم للعبادة ولم يكلهم إلى أنفسهم { إن الله هو الرزَّاق } لجميع خلقه { ذو القوة المتين } { فإن للذين ظلموا } قيل: كفروا، وقيل: عصوا ربهم وظلموا بذلك أنفسهم، والمعنى فإن للذين ظلموا رسول الله بالتكذيب من أهل مكة لهم نصيب من عذاب الله مثل نصيب أصحابهم ونظائرهم من القرون، وعن قتادة: محلا من عذاب الله مثل محل أصحابهم { فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون } قيل: هو يوم القيامة، وقيل: يوم بدر.