التفاسير

< >
عرض

خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ
٧
مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ
٨
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَٱزْدُجِرَ
٩
فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ
١٠
فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ
١١
وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ
١٢
وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ
١٣
تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ
١٤
وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
١٥
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
١٦
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
١٧
كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
١٨
إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ
١٩
تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ
٢٠
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ
٢١
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
٢٢
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ
٢٣
-القمر

تفسير الأعقم

{ خشّعاً أبصارهم } وقرأ خاشعاً أي خاضعاً ذليلاً { يخرجون من الأجداث } من القبور سراعاً إلى المحشر { كأنهم جراد منتشر } منبت حيارى { مهطعين } مسرعين { إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر } أي شديد { كذّبت قبلهم قوم نوح } قيل: أهل مكة { فكذّبوا عبدنا } نوحاً { وقالوا مجنون } أي هو مجنون { وازدجر } قيل: زجراً بالشتم والرمي بالقبيح، وقيل: زجراً بالوعيد { فدعا ربه أني مغلوب } ضعيف غلبني هؤلاء السفهاء { فانتصر } فانتقم بالنصر ثم بيّن تعالى كيف أجاب دعاء نوح وكيف أهلك قومه فقال سبحانه: { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر } شديد الانصباب لم يقلع ولم ينقطع أربعين يوماً، وقيل: سائل { وفجّرنا الأرض } أي شققنا الأرض بالماء { عيونا } حتى جرى الماء على وجه الأرض { فالتقى الماء } أي ماء السماء وماء الأرض { على أمر قد قدر } فيه هلاك القوم على أمر قد قدره الله تعالى وهو هلاكهم، وقيل: على أمر قدره الله تعالى وعرف تقديره لا زيادة فيه ولا نقصان، وقيل: ماء السماء وماء الأرض { وحملناه } أي نوحاً ولم يذكر القوم لأنهم تبع له { على ذات ألواح ودسر } المسامير التي شدّ بها السفينة { تجري بأعيننا } بحفظنا { جزاء لمن كان كفر } قيل: لنوح وتقديره كمن كفر بنبوته وأنكر حقه وكفر بالله، يعني أغرقناهم بكفرهم بالله، وقيل: بكفرهم بنوح { ولقد تركناها آية } يعني السفينة ونجاة من فيها { فهل من مدّكر } أي متعظ وخائف ينزل به مثل ما نزل بأولئك، وقيل: هل من طالب عليهم ليعان عليه، ومتى قيل: لماذا أعاد فهل من مدّكر؟ قلنا: أراد بالأول الاعتبار بأحوال المعذبين وبالناجين والثاني التذكر بمواعظ القرآن فلم يكن تكرار { فكيف كان عذابي ونذر } أي انذاري فكيف رأيتم انتقامي منهم { ولقد يسّرنا القرآن للذكر } أي سهلنا للذكر لكي يتفكر فيه من تذكر متعظ { كذبت عاد } وهم قوم هود { فكيف كان عذابي ونذر } أي إنذاري { إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً } أي شديد الهبوب { في يوم نحس } أي يوم شؤم { مستمر } استمر بهم العذاب إلى نار جهنم، وقيل: استمرت بهم سبع ليال وثمانية أيام { تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر } قيل: تقتلع الناس ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدق رقابهم، وشبّههم بالنخل بقوله: { منقعر } منقلع عن مغارسه، وقيل: لأن الريح تقلع رؤوسهم وتبقى أجساد بلا رؤوس { فكيف كان عذابي ونذر } { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر } متعظ ومعتبر { كذّبت ثمود بالنذر } وهم قوم صالح { فقالوا أبشرا منا واحداً نتبعه } فقالوا: إنه بشر فلم خصّ بالنبوة دوننا نتبعه { إنا إذاً لفي ضلال وسعر } يعني ان اتبعناه كنا في ذهاب عن الحق والصواب، وقيل: في ضلال، وسعر قيل: في عذاب، وقيل: في هلاك.