***{أؤلقي الذكر عليه من بيننا} يعني كيف ألقي الوحي اليه من بيننا مع استوائنا في الأحوال، وقيل: كيف أوحي اليه مع فقره وقلة جاهه ونحن رؤساء متبعون {بل هو كذّاب أشر} مبالغة أشر قيل: بطر لا يبالي ما يقول: {سيعلمون غداً} إذا نزل بهم {من الكذاب الأشر} {إنا مرسلو الناقة} أي باعثوها بانشائها على ما طلبوها معجزة لصالح وقطعاً لعذرهم {فتنة لهم} أي امتحاناً واختباراً {فارتقبهم} أي انتظر أمر الله فيهم {واصطبر} أي اصبر على آذائهم حتى يأتي أمر الله فيهم {ونبئهم} أي أخبرهم {أن الماء قسمة بينهم} بين الناقة وبين قوم صالح يوم لهم ويوم لها {كل شرب} نصيب من الماء {محتضر} يحضره من كان يومه ففي يوم الناقة وفي يومهم يحضرون الماء {فنادوا صاحبهم} دعاء أهل البلد واحداً منهم وهو من أسرارهم قذار بن سالف أشقاء ثمود {فتعاطى} أي تناول الناقة بسيفه فعقرها {فكيف كان عذابي ونذر} إياهم {إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة} صاح بها جبريل {فكانوا كهشيم المحتظر} وهو الشجر اليابس المتهشم بعدما كان أخضراً، المحتظر بفتح الظاء، وأراد الحظيرة، وقرأ الباقون بكسر الظاء وأرادوا صاحب الحظيرة، وقيل: كحشيش يابس يجمعه المحتظر لغنمه فتأكل الغنم عن أبي علي، وقيل: كشراب الحظيرة {ولقد يسّرنا القرآن للذكر} سهلنا القرآن للذكر {فهل من مدَّكر} متعظ، ثم بيَّن قصة لوط وقومه فقال سبحانه: {كذّبت قوم لوط بالنذر} بالآيات المشتملة على الوعيد {إنا أرسلنا عليهم حاصباً} قيل: ريحاً رمتهم بالحجارة وحصبتهم بها، وقيل: الحجارة لمن كان خارج البلد، وأما أهل البلد فانقلبت بهم {إلا آل لوط} من كان تبعاً له وعلى دينه {نجّيناهم بسحر} أي وقت السحر أمر الله تعالى جبريل فأخرجهم وترك فيها امرأته لأنها كانت كافرة {نعمة من عندنا} عليهم حيث نجيّناهم وأهلكنا أعداءهم {كذلك نجزي من شكر} يعني نكافئ من شكر بنعمتنا {ولقد أنذرهم بطشتنا} أي خوف لوط قومه بأخذ الله إياهم ان لم يؤمنوا {فتماروا بالنذر} جادلوا بالباطل واستهزؤا بالآيات {ولقد راودوه عن ضيفه} أي طلبوا أن يخلي بينهم وبين ضيفه وهم الملائكة النازلون بهم على صورة الغلمان {فطمسنا أعينهم} قيل: محونا، وقيل: عميت أبصارهم، وقيل: مسح جبريل وجوههم وأعماهم {فذوقوا عذابي ونذرِ} أي تخويفي وما كنت أنذركم وأوعدكم قيل: الملائكة قالوا: ذوقوا عذاب الله، وقيل: الله قال لهم: ذلك الحال ذوقوا وهو الظاهر {ولقد صبّحهم بكرة} أي نزل بهم صباحاً {عذاب} وهو الانقلاب والحجارة {مستقر} قيل: استقر بهم العذاب إلى يوم القيامة، وقيل: استقر بهم حتى هلكوا {فذوقوا عذابي ونذرِ} وقيل: لهم ذلك الحال، ومتى قيل: لم كرر ذوقوا عذابي ونذرِ قالوا: الأول عند الطمس والثاني عند الانقلاب مما يحدد العذاب يحدد التقريع {ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر} متعظ بذلك.