{خلق الإِنسان} آدم {من صلصال} من طين يابس يسمع له صلصلة، وقيل: الحمأ مختلط أحمر المنتن {كالفخار} كالآجر {وخلق الجان} أبو الجن كما أن آدم أبو الإِنس، وقيل: هو إبليس {من مارج من نار} مختلط أحمر وأبيض وأسود، وقيل: مختلط أحمر وأصفر {فبأي آلاء ربكما تكذبان} {رب المشرقين ورب المغربين} قيل: مشرق الشتاء ومشرق الصيف {مرج البحرين يلتقيان} أرسل البحر المالح والبحر العذب متجاورين متلاقين لا فصل بين الماءين في العين، {بينهما برزخ لا يبغيان} حاجز من قدرة الله سبحانه لا يبغي أحدهما على الآخر فيختلطان {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} اللؤلؤ: الدر، والمرجان: الخرز الأحمر، وقيل: اللؤلؤ كبار الدر، والمرجان صغاره، وقيل: هو بحر فارس والروم، وقيل: هو بحر السماء والأرض يلتقيان في كل عام، وروي في الثعلبي: مرج البحرين علي وفاطمة، بينهما برزخ محمد، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين (عليهم السلام) {وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام} السفن كالأعلام كالجبال العظام {كل من عليها فان} أي كل من على الأرض {ويبقى وجه ربك} يعني يبقى ربك وذكر الوجه تأكيداً {ذو الجلال والإِكرام} {يسأله من في السماوات والأرض} يعني يسأل الملائكة والجن والإِنس وغيرهم حوائجهم {كل يوم هو في شأن} يوم يحيي ويميت ويأمر وينهي، وكذلك صحة أو سقم وشابٌ وشيبٌ ونجاة وهلاك، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد سُئِل عن هذه الآية وما ذلك الشأن فقال: "يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين" {سنفرغ لكم} قيل: هذا تهديد، وفي قراءة أبي سنفرغ إليكم على معنى سنقصد اليكم وهو مستعار من قول الرجل لمن يتهدد سأفرغ لك، والثقلان الجن والانس، وعنه: "إني تارك فيكم الثقلان كتاب الله وعترتي" وسميا بذلك لأنهما ثقلا الأرض.