التفاسير

< >
عرض

ٱلرَّحْمَـٰنُ
١
عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ
٢
خَلَقَ ٱلإِنسَانَ
٣
عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ
٤
ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
٥
وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ
٦
وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ
٧
أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ
٨
وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ
٩
وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ
١٠
فِيهَا فَاكِهَةٌ وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلأَكْمَامِ
١١
وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ وَٱلرَّيْحَانُ
١٢
فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
١٣
-الرحمن

تفسير الأعقم

قيل: نزلت هذه السورة حين قالوا وما الرحمان؟ فجوابه الذي: { علَّم القرآن } و{ خلق الإِنسان }، وقيل: هو جواب لأهل مكة حين قالوا إنما يعلمه بشر فبين الذي يعلمه القرآن هو { الرحمان } وهو اسم من أسماء الله تعالى لا يسمى به غيره، لأن معناه الذي وسعت رحمته كل شيء، فأما راحم ورحيم فيجوز في صفات العباد وقوله: { علم القرآن } أي من رحمته أن علَّمكم القرآن بأن أنزله على رسوله فتأخذوا سنة { خلق الإِنسان } قيل: الإِنس، وقيل: آدم، { علَّمه البيان } قيل: أراد اللغات وكان آدم يتكلم بسبع مائة ألف لغة أفضلها العربية، وقيل: بيَّن له الحلال والحرام والخير والشر { الشمس والقمر بحسبان } قيل: بحسبان ومنازل يجريان فيها ولا يعدوانها، وقيل: بحساب الأوقات والأعمار والآجال، لولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب شيئاً، وقيل: كيف يجريان بقدر عن الضحاك { والنجم } النبات الذي ينجم من الأرض لا ساق له كالبقول { والشجر } الذي له ساق وسجودهما انقيادهما لله فيما خلقا له، وأنهما لا يمنعان تشبيها بالساجد من المكلفين وانقياده، وعن مجاهد: النجم نجوم السماء { والسماء رفعها } خلقها مرفوعة { ووضع الميزان } العدل، وقيل: الذي يوزن به ليتوصل به إلى الإِنصاف، وقيل: القرآن الذي هو أصل الدين { ألا تطغوا في الميزان } أي لا تجاوزوا فيه الحد { وأقيموا الوزن بالقسط } أي بالعدل { ولا تخسروا الميزان } لا تنقصوا ما تزنون { والأرض وضعها } أي خلقها مسكناً ومنصرفاً، وقيل: بسطها { للأنام }، وقيل: للجن والانس، وقيل: لكل ذي روح { فيها فاكهة } ما يتفكهون به من النعم التي لا تحصى { والنخل ذات الأكمام } قيل: الأكمام ليف النخل التي يكم فيه، وقيل: الطلع { والحب ذو العصف }، قيل: التبن، وقيل: هو ورق الزرع { والريحان } الذي يشم، وقيل: الريحان الثمرة قوت الانس والعصف قوت البهائم { فبأي آلاء ربكما تكذبان } الخطاب للإِنس والجن وكرر لطول الغفلة وتأكيد للحجة وتذكر للنعم، ومن عادة العرب التكرير فيما استعظموه.